
في تعليق سياسي لافت، تناول الكاتب السوداني المعروف عثمان ميرغني التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتي حملت في طياتها تناقضًا واضحًا بين رفض التفاوض من جهة، والاستعداد له من جهة أخرى.
كتب ميرغني “الرئيس البرهان: لا تفاوض مع أي جهة كانت سواء كانت رباعية أو غيرها و نحن مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان وينهي الحرب الكلمات المفتاحية: (لا تفاوض) – ( نحن مستعدون للتفاوض)”
وفي مقال سابق اعتبر الكاتب ورئيس تحرير صحيفة “التيار”، عثمان ميرغني، أن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأخيرة تمثل لحظة مفصلية في مسار الحرب والسلام بالسودان، مشيرًا إلى أن قرار إنهاء الحرب بات في يد رئيس مجلس السيادة، وأن أمامه فرصة تاريخية لتحويل عام 2025 إلى عام السلام الوطني. ميرغني كتب أن البرهان يمتلك القدرة على طي صفحة الصراع الذي شرد الملايين وخلف دمارًا غير مسبوق، لكنه شدد على أن هذه الفرصة لن تنتظر طويلًا، وأن الكرة الآن في ملعب البرهان، وعليه أن يسدد “الهدف الذهبي” قبل أن يفوت الأوان.
تناقض الخطاب
وجاء تعليق ميرغني في أعقاب خطاب البرهان الذي ألقاه خلال مراسم عزاء المقدم مزمل عبد الله، والذي قُتل في غارة بمدينة الفاشر. ففي ذلك الخطاب، أعلن البرهان رفضه القاطع لأي تفاوض مع جهات خارجية، قائلاً: “لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء كانت رباعية أو غيرها”. لكنه عاد ليؤكد في ذات الكلمة أن الجيش مستعد للتفاوض “بما يصلح السودان وينهي الحرب بصورة تعيد للسودان كرامته ووحدته، وتبعد احتمال حدوث أي تمرد”. هذا التناقض في الموقف أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية، خاصة أن البرهان أضاف: “من يسعى للسلام ويضع مصلحة الشعب السوداني نصب عينيه، نرحب به. أما فرض السلام أو الحكومة على الشعب الذي يرفضها، فلن نقبله”.
Source link



