
في تصريح سياسي بارز صدر يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، وجّه مبارك أردول، القيادي في الكتلة الديمقراطية، نداءً مباشراً إلى رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مطالباً إياه بالتجاوب السريع والإيجابي مع مقترح هدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر، كانت قد طرحتها الآلية الرباعية خلال اجتماعات دبلوماسية عُقدت مؤخراً في العاصمة الأميركية واشنطن. أردول شدد على أهمية هذه المبادرة في ظل التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في البلاد، داعياً القيادة العسكرية إلى إظهار مرونة عملية تتيح تنفيذ المقترح دون المساس بجوهره أو توقيته.
دعم المقترح
تصريحات أردول جاءت في سياق رد مباشر على ما كشفه كبير مستشاري الرئيس الأميركي، مسعد بولس، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة مباشر، حيث أشار إلى أن الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا، قدمت مقترحاً لوقف إنساني شامل يهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق النزاع. أردول اعتبر أن هذا المقترح يمثل فرصة حقيقية لاحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مطالباً القيادة السودانية بالتفاعل البناء مع المبادرة الدولية.
كارثة الفاشر
وفي معرض حديثه عن الوضع الميداني، حذّر أردول من أن الأوضاع الإنسانية في السودان، ولا سيما في مدينة الفاشر، بلغت مستويات خطيرة للغاية، مشيراً إلى أن نحو 800 ألف شخص داخل المدينة يواجهون تهديدات مباشرة تشمل الجوع والتشريد ومحاولات تطهير عرقي، وفق تعبيره. وأضاف أن الملايين من سكان دارفور يعانون من ظروف إنسانية قاسية نتيجة استمرار القتال والحصار، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لوقف الانتهاكات وفتح المجال أمام فرق الإغاثة للوصول إلى المتضررين.
انتهاكات موثقة
أردول عبّر عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”القتل الممنهج والتصفيات الانتقامية” التي تنسبها تقارير متعددة إلى مليشيا الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها. وطالب بوقف فوري لهذه الانتهاكات، مؤكداً ضرورة محاسبة المسؤولين عنها، مهما طال الزمن أو تغيرت الظروف. كما شدد على أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها، وأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يكون خياراً في ظل الجرائم الموثقة التي تُرتكب بحق المدنيين.
مرونة مطلوبة
وفي ختام بيانه، دعا أردول القيادة العسكرية إلى إبداء مرونة تطبيقية في حال رغبتها بإدخال تعديلات على بنود مقترح الهدنة، بشرط أن لا تمس جوهر الاتفاق أو توقيته المحدد، وذلك لضمان تمكين المنظمات الإنسانية من الوصول الفوري إلى المحتاجين. وأكد أن أي تأخير في تنفيذ الهدنة سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، ويضع أرواح المدنيين في خطر أكبر، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية في مناطق النزاع.
سياق دولي
مقترح الهدنة الذي تقدمت به الآلية الرباعية يأتي ضمن جهود دبلوماسية دولية متصاعدة تهدف إلى وقف دائرة العنف في السودان، وفتح ممرات إنسانية تضمن إيصال المساعدات وإجلاء المدنيين عند الضرورة. وقد شهدت مناطق واسعة من دارفور وشمال السودان خلال الأشهر الماضية تصعيداً في الهجمات والاشتباكات المسلحة، ما دفع جهات محلية ودولية إلى إصدار تحذيرات إنسانية متكررة، وإدانة الانتهاكات التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
		  	
	
Source link
 
				

