اخبار السودان

الدعــ.ــم تعلن السيطرة على جبل هشابة الواقع في ولاية شمال كردفان

في تصعيد ميداني جديد يعكس تغيراً في خارطة السيطرة العسكرية، أعلنت قوات الدعم السريع اليوم الثلاثاء بسط نفوذها على جبل هشابة الاستراتيجي في ولاية شمال كردفان، بعد أيام من توغلها في مناطق محلية أم دم حاج أحمد، وسيطرتها على مدينتي الفاشر وبارا، ما يشير إلى تحول نوعي في مسار العمليات العسكرية وسط السودان وغربه.

السيطرة على جبل هشابة

أعلنت قوات الدعم السريع، صباح الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، سيطرتها الكاملة على جبل هشابة الواقع في ولاية شمال كردفان، بعد مواجهات مع الجيش السوداني وقامت بنشر فيديوهات . ويُعد الجبل موقعاً استراتيجياً في المنطقة، نظراً لارتفاعه الجغرافي وموقعه الحيوي في محيط العمليات العسكرية. هذه السيطرة تأتي بعد سلسلة من التحركات الميدانية التي نفذتها قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية، ما يعكس توسعاً في نطاق نفوذها داخل الولاية.

توغل في أم دم

في يوم الإثنين 27 أكتوبر، توغلت قوات الدعم السريع في محلية أم دم حاج أحمد، الواقعة وسط ولاية شمال كردفان، ونفذت عمليات وصفت بأنها ترويع للمدنيين، شملت نهباً واسعاً للأسواق والمحال التجارية. هذه الخطوة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط المحلية، خاصة أن المنطقة كانت قد خضعت لسيطرة الجيش السوداني منذ 8 سبتمبر الماضي، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. ويُنظر إلى هذا التوغل على أنه محاولة لإعادة فرض السيطرة على مناطق سبق أن خسرها الدعم السريع في وقت سابق من العام.

خلفية المعارك

منطقة أم دم حاج أحمد، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة الأبيض، كانت قد شهدت مواجهات شرسة بين الجيش والدعم السريع في سبتمبر الماضي، انتهت بسيطرة الجيش على المنطقة. إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى عودة الدعم السريع بقوة، وسط غياب واضح لأي تهدئة أو تفاهمات ميدانية. ويعكس هذا التراجع في السيطرة الحكومية هشاشة الوضع الأمني في شمال كردفان، ويطرح تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على مكاسبه الميدانية في ظل الضغط المتزايد من قوات الدعم السريع.

سقوط الفاشر وبارا

قبل يومين فقط، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي في مسار الحرب، نظراً لأهمية المدينة كآخر معقل للجيش في الإقليم. كما أعلنت الدعم السريع سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، ما يعكس نمطاً متسارعاً من التقدم الميداني في مناطق كانت تُعد محصنة نسبياً. سقوط الفاشر تحديداً أثار ردود فعل دولية ومحلية واسعة، نظراً لما تمثله المدينة من رمزية سياسية وعسكرية، فضلاً عن تداعياته الإنسانية في ظل الحصار الطويل الذي عاشته.

توسع ميداني

تشير هذه التحركات المتزامنة إلى استراتيجية توسعية تنفذها قوات الدعم السريع في إقليمي دارفور وكردفان، مستهدفة مواقع ذات أهمية جغرافية وعسكرية. السيطرة على جبل هشابة، والتوغل في أم دم حاج أحمد، وسقوط الفاشر وبارا، كلها مؤشرات على إعادة رسم خارطة السيطرة في وسط وغرب السودان. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المتأثرة بالقتال.

غياب الرد الرسمي

حتى لحظة إعلان السيطرة على جبل هشابة، لم يصدر الجيش السوداني أي بيان رسمي بشأن التطورات الأخيرة في شمال كردفان، سواء فيما يتعلق بفقدان السيطرة على الجبل أو التوغل في أم دم حاج أحمد. هذا الغياب الإعلامي يعزز حالة الغموض حول الوضع الميداني، ويترك المجال مفتوحاً أمام التأويلات بشأن قدرة الجيش على الصمود في وجه التقدم المتسارع لقوات الدعم السريع. وفي ظل هذا المشهد، تبقى الأوضاع في شمال كردفان ودارفور مرشحة لمزيد من التصعيد، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات توقف النزيف العسكري والإنساني.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى