
في رد مباشر على ما وصفه بمحاولات التضليل الإعلامي، نفى القيادي في تحالف “صمود” خالد عمر صحة الادعاءات التي تشير إلى أن واشنطن لا تحتضن أي مفاوضات بشأن وقف الحرب في السودان، وأن ما يجري هو مجرد حوار بين بورتسودان والعاصمة الأميركية. واعتبر عمر في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أن هذه التصريحات “لا تحترم عقول الناس ولا تصدق معهم”، مؤكداً أن الواقع السياسي يشير بوضوح إلى وجود مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى التوصل لهدنة إنسانية، وذلك وفقاً لخطة الرباعية الدولية التي تم الإعلان عنها في الثاني عشر من سبتمبر الماضي، والتي وافق طرفا النزاع السوداني على التعاطي معها. وتأتي تصريحات عمر في وقت تتزايد فيه التكهنات حول طبيعة الاتصالات الجارية بين الأطراف السودانية والجهات الدولية، وسط تكتم رسمي من بعض المؤسسات الحكومية.
زيارة رسمية
في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”الشرق” أن وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم وصل إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة الجهود الرامية إلى وقف الحرب الدائرة في السودان. وأوضحت المصادر أن الوزير سيعقد سلسلة من الاجتماعات في واشنطن مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، من بينهم مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية. كما أشارت إلى أن سالم سيجري لقاءات مع عدد من نظرائه العرب، في إطار تنسيق المواقف الإقليمية والدولية بشأن الأزمة السودانية. وتأتي هذه الزيارة بدعوة رسمية من الحكومة الأميركية، ما يعكس اهتماماً متزايداً من واشنطن بإيجاد مخرج سياسي للأزمة السودانية المتفاقمة.
اجتماعات الرباعية
شهدت العاصمة الأميركية واشنطن يوم الجمعة اجتماعاً مهماً ضم ممثلين عن دول الرباعية الدولية المعنية بالملف السوداني، والتي تشمل الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، إلى جانب وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأكد مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن اللقاءات تُعقد بشكل منفصل مع كل طرف على حدة، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتثبيت هدنة إنسانية شاملة. وأوضح مصدر سياسي أن الاجتماعات لم تُعقد على مستوى وزراء الخارجية، نظراً لتوافق مسبق بين الدول الأربع على ورقة الهدنة التي تشكل أساساً للمباحثات الجارية. وتُجرى هذه المفاوضات وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم إعلامي كبير، واقتصرت المشاركة على قيادات عسكرية دون أي تمثيل مدني، ما يعكس طبيعة المرحلة التفاوضية الحالية التي تركز على وقف العمليات العسكرية قبل الانتقال إلى ترتيبات سياسية أوسع.
وفود التفاوض
كشفت مصادر مطلعة عن تركيبة الوفود المشاركة في المفاوضات الجارية بواشنطن، حيث يقود الوفد العسكري التابع للجيش السوداني الفريق الصادق إسماعيل محمود، مبعوث القائد العام عبد الفتاح البرهان، ويضم في عضويته رئيس جهاز الأمن والمخابرات أحمد إبراهيم مفضل، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق ركن أحمد علي صبير. في المقابل، لم تُعلن قوات الدعم السريع عن تفاصيل وفدها الرسمي، إلا أن مصادر رجحت مشاركة العميد عمر حمدان، الذي سبق له أن شارك في مفاوضات جدة، وذلك في ظل اقتصار التفاوض على القيادات العسكرية فقط. ووفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرغ، فإن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى أشار إلى وجود تقدم ملحوظ في المحادثات الجارية، ضمن جهود دولية تهدف إلى تهدئة النزاع وفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة.
مشاركة مدنية
في تطور لافت ضمن الحراك السياسي السوداني، أفادت مصادر مطلعة بتوجه وفد من تحالف “تأسيس” إلى العاصمة الأميركية واشنطن، برئاسة المهندس القوني حمدان، للمشاركة في سلسلة من اللقاءات السياسية والدبلوماسية الرفيعة المستوى. ويأتي هذا التحرك في إطار جهود التحالف لطرح رؤيته بشأن الأزمة السودانية، والسعي نحو إيجاد حل شامل ومستدام ينهي النزاع المسلح ويعيد الاستقرار إلى البلاد. ومن المقرر أن يعقد الوفد اجتماعات رسمية مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة، واستعراض مقترحات “تأسيس” المتعلقة بوقف الحرب وتعزيز المسار السياسي، بما يضمن إشراك القوى المدنية في عملية التسوية. وتُعد هذه المشاركة المدنية خطوة مهمة نحو توسيع قاعدة التفاوض، وإدماج الفاعلين السياسيين في صياغة مستقبل البلاد.
		  	
	
Source link
 
				

