تمكنت فرق الدفاع المدني السوداني، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، من احتواء حريق واسع النطاق اندلع في مبنى وزارة الاستثمار الاتحادية وسط العاصمة الخرطوم، ومنعت امتداده إلى المنشآت المجاورة. الحريق الذي اندلع في وقت الظهيرة، أثار حالة من الاستنفار في محيط الوزارة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء المنطقة، وسط جهود مكثفة للسيطرة على النيران. ورغم الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالمبنى، أكدت مصادر ميدانية عدم تسجيل خسائر بشرية، فيما أُشيد بأداء فرق الدفاع المدني التي تدخلت بسرعة واحترافية عالية، وفق ما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا).
روايات الشهود
أفاد شهود عيان لموقع “الترا سودان” أن الحريق بدأ من الطابق العلوي لمبنى وزارة الاستثمار، قبل أن يمتد بسرعة إلى عدد من المكاتب الأخرى داخل المبنى. وأوضحوا أن ألسنة اللهب تصاعدت بشكل كثيف، ما أدى إلى تغطية سماء المنطقة بالدخان، في مشهد أثار القلق بين العاملين والمارة. التدخل السريع من قبل فرق الدفاع المدني ساهم في احتواء الحريق قبل أن يصل إلى المباني المجاورة، حيث استخدمت الفرق معدات متخصصة للسيطرة على النيران ومنع انتشارها، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية لتأمين الموقع.
تحقيق عاجل
في أعقاب الحادث، أصدر والي الخرطوم توجيهات بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة للوقوف على أسباب اندلاع الحريق، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المؤسسات الحكومية. وشدد الوالي على أهمية مراجعة أنظمة السلامة ومخارج الطوارئ في المباني العامة، داعياً إلى تطبيق معايير صارمة في إدارة المخاطر داخل المنشآت الرسمية. كما أشار إلى ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية لضمان جاهزية فرق الطوارئ وتعزيز إجراءات الوقاية في جميع المرافق الحيوية بالعاصمة.
دعوة للتأمين
وجّه والي الخرطوم نداءً إلى الوزارات الاتحادية والمقار الحكومية والشركات والمواطنين، يحثهم فيه على مراجعة ترتيباتهم التأمينية وتفقد مواقعهم بشكل دوري، بهدف حماية الممتلكات وتقليل احتمالات وقوع حوادث مشابهة. وأكد أن الحفاظ على السلامة العامة يتطلب تعاوناً شاملاً بين الجهات الرسمية والمجتمع، مشدداً على أن الوقاية تبدأ من الالتزام بالإجراءات التنظيمية وتطبيق أنظمة السلامة المهنية. الحادث أعاد إلى الواجهة أهمية تعزيز ثقافة السلامة في المؤسسات الحكومية، في ظل التحديات التي تواجه البنية التحتية في العاصمة.
Source link
