
عندما يقول البرهان بأن لا مكان للقوى المدنية المنادية بإيقاف الحرب في مستقبل السياسة بالبلاد ويتبعها بالجملة المعهودة و(التي تدعم التمرد) في محاولة لإستدرار تعاطف (المغيبين) يوحي إليك بأنه المالك الحصري لمنع الوطنية وأنه من يملك تقرير مصير أمة رغم أنه جلس على قمة سيادتها بالبندقية بعد أن قاد مجزرة لشبابها الذين يملكون حق ذلك القرار وهو يعلن بصورة علنية بأنه (دكتاتور) لن يفرط في القبضة الحديدية والقهر ولا مكان للحكم المدني الديمقراطي بالبلاد بعد اليوم ولن يتنازل عن حلم والده بعد أن خدمته الظروف واسال دماء الملايين لتحقيقه.
والبرهان في كافة تصريحاته وآخرها دخوله مطار الخرطوم (خلسة) لخمسة دقائق لا يتحدث عن ضربة الدعم السريع له، بل ليتحدث عن (مايحرق حشاه) أو القوى المدنية التي تنادي بإيقاف الحرب وعودة الديمقراطية ويظل في كافة مساعيه يحاول الخلاص من هذا (البعبع) الذي يهز مضجعه وهو الأعلم بأن الحرب ستنتهي يوماً ما.. ولكن الحراك الجماهيري والرفض الشعبي لإنقلابه المشؤوم وحاضنته من الكيزان مستمر ولن يتوقف.
ففي الوقت الذي يعلن فيه عن وقوفه أمام عودة الثورة والحكم المدني يجتمع ممثلين عنه مع قوات الدعم السريع بالعاصمة الأمريكية (واشنطن) لاقناعهم بالعودة للشراكة مع العسكر مرة أخرى، تلك الشراكة التي قطعتها حربهم العبثية بأطماعهم الدنيوية في محاولة لإنفراد كل واحد منهم بالسلطة بمنحهم ذات المناصب والامتيازات القديمة بشرط واحد هو أن يرفع الدعم السريع يده عن تلك القوى المدنية ويعود ك(قوى عسكرية) يتم دمجها داخل القوات المسلحة على أن يعود الإتفاق بإسم الموافقة على (الإتفاق الإطاري) لإقناع المغيبين ولكن دون مشاركة القوي المدنية.
ولكن حتي هذه اللعبة (العسكرية الكيزانية) الخبيثة الجديدة لن يكتب لها النجاح لسبب بسيط هو: عدم وثوق قيادات الدعم السريع بالتعهدات البرهانية الكيزانية كما إن (حكومة تأسيس) قائمة على تعهد بين أطرافها بإعادة الحكم المدني الديمقراطي العلماني ووجود الحلو وعبد الواحد نور كمحركين أساسيين داخلها وحقيقة لا جدال فيها رغم إختلافنا معه بأن (حميدتي) رجل صادق في تعهداته ويعلم بأن تراجعه عن إقراره بالحكم المدني الديمقراطي يعني نهايته حتي وإن عاد إلى السلطة فالطريق صار واضحاً بأن عودة الحكم المدني هو الأساس بالحراك الداخلي والعالمي معاً رغم (فرفرة المذبوح) التي ينتهجها البرهان وأن نهاية كل الطغاة التي سجلها التاريخ في إنتظاره وأن نهايته في نهاية المطاف هي الفرار كما يفعل كافة القادة الدكتاتوريين كالعادة ولن يجد من يحميه هذه المرة في الداخل كما فعل هو مع راعي نعمته البشير فوقت المراوغة قد نفد ..
من العصب:
قرار تجميد أموال قيادات الحراك الوطني الديمقراطي من سياسيين وصحفيين وفاعلين وطنيين (سرقة) رسمية لتغذية الخزينة الخاوية كما سبقه من قرار من عرض ترويجي لمدة شهرين بتخيض قيمة استخراج الجواز وتجديده بالنسبة للمغتربين ويلا إلى (الأكازيون..) ولكن ماذا بعد ذلك والي متى ..
فالثورة راسخة وعائدة لامحالة ..
والمحاسبة والقصاص في انتظار كل من أجرم في حق الوطن ..
والرحمة والخلود أبداً لشهدائنا ..
الجريدة
المصدر من هنا
		  	
	
Source link
 
				

