أخبار العالم

أفغانستان تعلن انهيار محادثات السلام مع باكستان .. ماذا بعد؟ – DW – 2025/11/8

حمَّلت حكومة طالبان الأفغانية اليوم السبت (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2025) باكستان مسؤولية فشل محادثات السلام التي استضافتها تركيا بهدف التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدة في الوقت عينه تمسكها بالهدنة السارية منذ الشهر الماضي.

والتقى الطرفان في إسطنبول قبل أمس الخميس في محاولة لتثبيت هدنة جرى الاتفاق عليها في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2025 في قطر، عقب اشتباكات بين البلدين الجارين كانت الأكثر دموية منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول في صيف عام 2021.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية أن كابول “لم ترد (على إطلاق النار الخميس)… احتراما لفريق التفاوض ومنعا لسقوط ضحايا من المدنيين”. وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمس الجمعة إن محادثات السلام مع أفغانستان التي أجريت في إسطنبول بهدف منع تجدد الاشتباكات الحدودية انهارت، لكنه أشار إلى أن وقف إطلاق النار سيظل صامدا ما لم يتم شن أي هجمات من الأراضي الأفغانية.

وتبادلت القوات الأفغانية والباكستانية يوم الخميس إطلاق النار لفترة وجيزة عبر الحدود، وذلك بالتزامن مع استئناف محادثات السلام في إسطنبول.

وفي مؤتمر صحافي اليوم السبت، قال مجاهد إن الهدنة “ستصمد”. وأوضح: “لا مشكلة مع وقف إطلاق النار الذي اتُفق عليه سابقا مع باكستان، سيصمد”. وأضاف: “نشكر البلدين الصديقين قطر وتركيا، لكننا لا نرى ما يمكن القيام به (بشكل إضافي) حاليا”.

تلميح باكستاني إلى فشل المفاوضات

ولم تعلِّق إسلام آباد صباح السبت على موقف حكومة طالبان. لكن وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار ألمح الجمعة إلى فشل المفاوضات، قائلا إن المسؤولية تقع على عاتق كابول للوفاء بتعهداتها بمحاربة الإرهاب “وهو ما فشلت فيه حتى الآن”.  وأكد “ستواصل باكستان ممارسة كافة الخيارات الضرورية لحماية أمن شعبها وسيادتها”.

وكانت وزارة الخارجية في إسلام أباد أكدت الجمعة أنها حملت الوسطاء الأتراك والقطريين “مطالب مبررة، منطقية، ومبنية على أدلة، هدفها حصرا وضع حد للإرهاب العابر للحدود”. ولم يعلق الوسطاء على هذه المسألة. ولم يكشف المعنيون رسميا أي تفاصيل بشأن مضمون المباحثات التي يرجح أنها تطرقت إلى قضايا أمنية تثير منذ أعوام توترات بين كابول وإسلام أباد.

وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان “خلال المناقشات، حاول الجانب الباكستاني إلقاء مسؤولية أمنه بالكامل على عاتق الحكومة الأفغانية، بينما لم يبدِ أي استعداد لتحمل أي مسؤولية عن أمن أفغانستان أو أمنه”.  وأضاف: “إن الموقف غير المسؤول وغير المتعاون للوفد الباكستاني لم يفضِ إلى أي نتيجة، رغم النوايا الطيبة لإمارة أفغانستان الإسلامية وجهود الوسطاء”.

اتهامات متبادلة بخرق الهدنة

وخرقَ الهدنةَ قبل أمس الخميس إطلاقُ نار أسفر عن مقتل خمسة أشخاص هم أربع نساء ورجل في مدينة سبين بولدك، وهي مدينة أفغانية متاخمة للحدود، وفقا لما أفاد به مسؤول طبي فرانس برس. وتبادل الجانبان الاتهام بخرق الهدنة. وحملت باكستان أفغانستان مسؤولية إطلاق النار، مؤكدة أنها ردت عليه بشكل “مدروس”، بعد اتهام كابول لها بمهاجمة أراضيها رغم الهدنة السارية منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2025.

ووقع البلدان على اتفاق لوقف إطلاق النار في الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول 2025، إلا أن جولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول الأسبوع الماضي انتهت دون التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بسبب خلاف حول الجماعات المسلحة المعادية لباكستان التي تنشط داخل أفغانستان.

هجمات دامية متبادلة بين باكستان وأفغانستان

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

70 قتيلا في تشرين الأول/أكتوبر

وحذر كل طرف من أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية التي أودت بحياة أكثر من 70 شخصا في أكتوبر/تشرين الأول 2025، منهم حوالي 50 مدنيا بحسب بيانات الأمم المتحدة.

واشتبكت قوات الجارتين الواقعتين في جنوب آسيا الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل العشرات، في أعمال عنف هي الأسوأ منذ عودة حركة طالبان لتولي السلطة في أفغانستان عام 2021. وجاءت اشتباكات أكتوبر/تشرين الأول في أعقاب غارات جوية باكستانية في وقت سابق من الشهر ذاته على كابول ومناطق أخرى استهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية.

من علاقات ودية إلى متدهورة

 وتتهم إسلام أباد سلطات طالبان بالتحرك بدعم من عدوها التاريخي الهند، على خلفية تقارب تشهده العلاقات بين كابول ونيودلهي. وفي مواجهة تصاعد الهجمات على قواتها، تطلب باكستان من أفغانستان ضمانات بوقف دعمها للمنظمات المسلحة، وعلى رأسها طالبان باكستان التي تنفي كابول استضافتها.

في المقابل تشدد حكومة طالبان على ضرورة احترام سيادة أفغانستان على كامل أراضيها، وتتهم إسلام أباد بدعم جماعات مسلحة ضدها. وارتبطت باكستان وحركة طالبان بعلاقات ودية على مدى عقود، لكن هذه العلاقات تدهورت بشكل حاد خلال السنوات القليلة الماضية.

تحرير: خالد سلامة

 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى