
أغلقت المراكز الانتخابية في العراق أبوابها مساء اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، بعد انتهاء عملية الاقتراع الإلكتروني في الانتخابات التشريعية.
وكانت المراكز قد استقبلت الناخبين على مدار 12 ساعة في مختلف أنحاء البلاد، حيث سجلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في تقرير منتصف النهار، نسبة مشاركة تجاوزت 23 بالمئة.
وبلغ عدد المصوتين 4 ملايين و795 ألفًا و685 ناخبا، فيما سجلت نسبة المشاركة ارتفاعا بعد منتصف النهار، ما يشير إلى زيادة محتملة في عدد الناخبين.
يُذكر أن إجمالي عدد الناخبين في التصويت العام بلغ 20 مليونا و63 ألفا و773 ناخبا موزعين على 18 محافظة عراقية.
ومن المتوقع أن تبدأ فرق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عملية العد والفرز الأولية لصناديق الاقتراع، للتحقق من نسب المشاركة ومطابقتها مع الأوراق الانتخابية، وتسليم ممثلي ووكلاء الكيانات والأحزاب تقارير مفصلة عن معدلات التصويت. وقد سارت عملية الاقتراع دون تسجيل أي حوادث تُذكر في المراكز الانتخابية.
تداعيات جيوسياسية
ويتوقع أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق المراكز. وتنافس أكثر من 7740 مرشحا، نحو ثلثهم من النساء، معظمهم ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة، بينما شارك 75 مستقلًا فقط هذا العام، على 329 مقعدًا لتمثيل أكثر من 46 مليون نسمة.
وتبقى الانتخابات بوابة لاختيار رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب رمزي إلى حد كبير مخصص للأكراد، وكذلك لتسمية رئيس جديد للوزراء، وهما عمليتان تتمان عادة عبر التوافق السياسي وقد تستغرقان شهورا.
ويتوقع محللون أن يحقق ائتلاف الإعمار والتنمية، الذي يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، نتائج جيدة، دون أن يعني ذلك بالضرورة عودته إلى منصبه.
وفي تعليقها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الانتخابات الحالية تحمل تداعيات جيوسياسية خطيرة. وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تُصر على أن تتولى الحكومة المقبلة المهمة الصعبة المتمثلة في نزع سلاح الميليشيات القوية المدعومة من إيران”.
وأشارت الصحيفةإلى أن كلا من واشنطن و طهران “تسعيان إلى ضمان نفوذهما على الحكومة المقبلة” في العراق.
انتهت الانتخابات السابقة، التي شهدت أدنى نسبة مشاركة (41%) في عام 2021، بفوز كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأكبر عدد من المقاعد (73 مقعدا)، لكنه انسحب لاحقا بسبب خلافات مع “الإطار التنسيقي” حول تشكيل الحكومة.
ويرى عراقيون كثر أن لا أمل في أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير حقيقي، ويعتبرون أن الاقتراع يشكّل مساحة للتصارع السياسي الذي سيصبّ أخيرا في صالح كبار السياسيين والأطراف الإقليميين. وشهدت الانتخابات مقاطعة واسعة من أنصار الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي اعتبر أن الانتخابات يشوبها “الفساد”، ودعاهم الى مقاطعة التصويت والترشح.
تحرير: عباس الخشالي
Source link



