استهدفت طائرات مسيّرة اليوم الخميس (13 نوفمبر/ تشرين ثاني) مدينة مروي في شمال السودان، في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوداني. وقال مصدر في الاستخبارات إن سبعة صواريخ أُطلقت على المدينة، بينما أفاد مراسل وكالة فرانس برس بسماع ما يصل إلى عشرة انفجارات، في حين تحدث شهود عن نحو 28 انفجاراً وقعت بين منتصف الليل والفجر.
وقالت الفرقة التاسعة عشرة التابعة للجيش السوداني إن الهجوم طال مقر القيادة العامة في المدينة، ومطار مروي، إضافة إلى سد مروي، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للطائرات المسيّرة. وأكد السكان أن المدينة غرقت في الظلام بعد انقطاع الكهرباء بشكل كامل.
وبات استخدام المسيّرات أحد أبرز أدوات القتال بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في صراع خلّف عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين.
حصار طويل
وشنّت قوات الدعم السريع هجمات متكررة على منشآت عسكرية ومدنية منذ اندلاع الصراع، كان أبرزها في الخرطوم وبورتسودان. وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، سيطرت القوات على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، ما أدى إلى نزوح نحو 90 ألف مدني وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وقال البرهان في منشور عبر منصة “إكس” إن المدنيين “يفرّون من مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية”، مضيفاً أن من نزحوا من الفاشر وبارا والنهود “اختاروا التوجّه إلى مناطق تحت سيطرة الدولة بحثاً عن الأمن ومقومات الحياة”. وزار البرهان مؤخراً مخيم الدبة للنازحين، على بعد نحو مئة كيلومتر من مروي.
وتتركّز المعارك حالياً في إقليم كردفان الغنيّ بالنفط، حيث تتعرض مدن عدة بينها بابنوسة والأبيض وكادوقلي لحصار طويل ومعارك متقطعة، بحسب صور أقمار صناعية حللتها وكالات متخصصة.
وفي سياق متصل، رحّبت وزارة الخارجية السودانية بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعدما أشار إلى إمكانية تصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية” وتحميلها مسؤولية الانتهاكات بحق المدنيين. وقال وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم إن الموقف الأمريكي “يمهّد لتغيير نظرة المجتمع الدولي لما يجري في السودان“، داعياً إلى محاسبة من “يدعم الميليشيا بالسلاح أو يسهّل دخول المرتزقة”.
“ما يحصل هناك مرعب”
وقال روبيو لصحافيين أثناء مغادرته اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا “ما يحدث هناك أمر مرعب”.
وألقى روبيو باللوم على قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ نيسان/ أبريل 2023 وسيطرت أخيرا على مدينة الفاشر الرئيسية، رغم أنها أعلنت موافقتها على مقترح هدنة أمريكي.
وأضاف: “أعتقد أن المشكلة الأساسية التي نواجهها هي أن قوات الدعم السريع توافق على أشياء ثم لا تمضي فيها”.
ورفض الوزير الأميركي الإشارة إلى الإمارات العربية المتحدة، الشريك الوثيق للولايات المتحدة عندما سئل عما إذا كان يقصدها.
ويتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بإرسال أسلحة ومرتزقة عبر دول إفريقية. ونفت أبوظبي هذه الاتهامات مرارا.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 صراعاً مسلحاً بين القوات المسلحة والدعم السريع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
Source link
