
أكّد مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس الثلاثاء (الثلاثاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) أن طرفي النزاع في السودان رفضا مقترح وقف إطلاق النار، وحثهما على قبول خطة واشنطن من “دون شروط مسبقة”.
وقال رداً على سؤال بشأن اتهامات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للجنة الرباعية للوساطة في السودان بالانحياز للإمارات إنه “كان يُشير إلى شيء غير موجود”، مضيفاً: “ليست لدينا أدنى فكرة عمّا يتحدث عنه”. واتّهم البرهان الرباعية بأنها “غير محايدة” بسبب عضوية الإمارات فيها، وقال إن المبعوث الأمريكي “يتحدث بلسان الإمارات” ويقوم بترداد مواقفها.
تصريحات بولس جاءت خلال إحاطة إعلامية مشتركة مع المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش في أبوظبي، بعد أيام من تصريحات البرهان بأن المبعوث الأمريكي “يتحدث بلسان الإمارات” ويردّد مواقفها.
خطة أمريكية لإنهاء الحرب
وقال بولس إن بلاده قدمت خطة سلام بصياغة قوية لكنها لم تلق قبول أي من طرفي الصراع. وقال بولس للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي “نناشد الطرفين قبول الهدنة الإنسانية كما عُرضت عليهما دون شروط مسبقة”. وأضاف: “نرغب بأن يقبلا النص المحدد الذي قُدّم لهما”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح الأسبوع الماضي بأنه سيتدخل لوقف الصراع المدمر في السودان الذي اندلع في أبريل / نيسان 2023 وأدى إلى انتشار الجوع والقتل على أساس عرقي في أنحاء السودان وهدد بانقسام قد يكون هو الثاني في تاريخ البلاد إن حدث.
ولم تؤت الجهود السابقة التي قادتها الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات ثمارها. وقدمت هذه المجموعة الرباعية مقترحاً لطرفي الصراع في السودان في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني. وقال بولس إن الجانبين المتحاربين في السودان رحبا بالخطة لكن لم يقبل أي منهما النص رسمياً.
إلا أن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قال يوم الأحد إن الاقتراح أسوأ ما رآه من مقترحات الولايات المتحدة وإنه يضعف الجيش السوداني ويسمح لقوات الدعم السريع بالاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها. وقال بولس خلال المؤتمر الصحفي إن الجيش السوداني عاد “بشروط مسبقة” لكن الولايات المتحدة ترغب في أن يتم قبول النص بصيغته الأصلية.
من جهته، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع أمس الاثنين، إن القوات ستدخل في وقف إطلاق نار بشكل أحادي الجانب بشكل فوري. ولم يتضح اليوم الثلاثاء ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا صامدا أم لا. وقال بولس إنه يرحب بإعلان قوات الدعم السريع ويأمل أن يتم الالتزام به، وأضاف أن انتقادات البرهان تستند إلى عوامل خاطئة.
العفو الدولية: الدعم السريع ارتكب جرائم حرب
قالت منظمة العفو الدولية إن الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الدعم السريع السودانية في إحدى مدن دارفور تشكل جرائم حرب، وذلك في أحدث اتهام من هذا النوع في الحرب التي دمرت البلاد.
وفي تقرير لها اليوم الثلاثاء، قالت المنظمة الحقوقية الدولية إنها جمعت شهادات تصف الوحشية التي نفذتها تلك الميليشيات عندما تمكنت من السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من قبضة قوات الجيش السوداني أواخر الشهر الماضي.
وأضافت المنظمة إن الفظائع شملت إعدام عشرات الرجال العزل، واغتصاب النساء والفتيات. وقالت منظمة العفو إن أشخاصا آخرين اعتقلهم رجال الميليشات كرهائن مقابل فدية، وإن شهوداً قالوا إنهم رأوا “مئات الجثث ملقاة” في شوارع المدينة وعلى الطرق الرئيسية الخارجة من الفاشر.
وقالت أمينة عام منظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار: “هذا العنف المستمر والواسع النطاق ضد المدنيين يشكل جرائم حرب وقد يشكل أيضا جرائم أخرى بموجب القانون الدولي.”
ولم ترد قوات الدعم السريع فوراً على طلب للتعليق. واعترفت الميليشيات بأن بعض مقاتليها ارتكبوا انتهاكات في المدينة وتعهدت بالتحقيق. وتقاتل ميليشيا الدعم السريع ضد القوات الحكومية منذ عامين ونصف.
وتصف الأمم المتحدة الحرب في السودان بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. وتسببت الحرب الدائرة هناك بين قوات الجيش الحكومي وميليشيا قوات الدعم السريع، في فرار أو نزوح نحو 12 مليون شخص.
تحرير: عماد حسن



