
خلال لقاء مشترك في قاعة الشعب الكبرى في بكين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس (الرابع من ديسمبر/ كانون الأول) إنه ناقش “مطولًا” مع الرئيس الصيني شي جينبينغملف الحرب في أوكرانيا، واصفًا إياها بأنها “تهديد حيوي للأمن الأوروبي”، معربًا عن أمله في أن تنضم الصين إلى الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار “في أقرب وقت ممكن”.
من جانبه، شدّد الرئيس الصيني على أن الصين “تدعم كل الجهود الرامية إلى السلام” في أوكرانيا، مؤكّدًا أن بلاده ستواصل “لعب دور بنّاء من أجل إيجاد حل للأزمة”، لكنه رفض في الوقت نفسه محاولات “إلقاء المسؤولية على طرف بعينه أو التشهير به”، في إشارة إلى الانتقادات الغربية للصين بسبب علاقاتها مع روسيا.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا الرئيس الصيني إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع فرنسا بصورة “متوازنة”، مشيراً إلى التزام الجانبين “بتعزيز التنمية المتوازنة للعلاقات الاقتصادية والتجارية، وزيادة الاستثمارات المتبادلة، وتوفير بيئة عمل عادلة وشفافة وقابلة للتنبؤ للشركات في كلا البلدين”. جاء ذلك بالتوازي مع توقيع عدد من العقود وخطاب نوايا جديد للتعاون بين البلدين، بحضور نحو 35 من كبار مسؤوليالشركات الفرنسية، بينها “إيرباص” و”كهرباء فرنسا” و”دانون”.
ويرى قصر الإليزيه أن كثافة اللقاءات بين الرئيسين – بما في ذلك اجتماعات ثنائية غير رسمية – تعكس أهمية العلاقة الثنائية في الملفات الدولية والاقتصادية. ورغم ذلك، وتتهم الحكومات الغربية بكين بتزويد موسكو الدعم الاقتصادي الحيوي لمجهودها الحربي، خصوصاً المكونات العسكرية لصناعتها الدفاعية. و خلال زيارته السابقة لبكين عام 2023، دعا ماكرون نظيره الصيني إلى “إعادة روسيا إلى رشدها”.
دبلوماسية “الباندا”
وتُشكّل الاختلالات في الميزان التجاري نقطة خلاف رئيسية أخرى، إذ تُعتبر الممارسات التجارية الصينية غير عادلة في الاتحاد الأوروبي، من السيارات الكهربائية إلى الصلب. ويواجه الاتحاد الأوروبي عجزاً تجارياً هائلاً مع الصين قدره 357 مليار دولار، ما يُضرّ بمصالح الاتحاد.
ويبدو أن دعوة ماكرون للاستثمارات المتبادلة لاقت استجابة، مع تبادل للتكنولوجيا بين بكين وباريس مشابه لذلك القائم مع الأوروبيين عموماً. وقد ساهم هذا التبادل في ازدهار بكين الاقتصادي، مع ما يرافق ذلك من فرص عمل جديدة ومزايا مختلفة.
وقال الرئيس الصيني الذي خاضت بلاده حرباً تجارية شرسة مع الولايات المتحدة عام 2025 كانت لها تداعيات عالمية “التزم الجانبان تعزيز التنمية المتوازنة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وزيادة الاستثمارات المتبادلة، وتوفير بيئة عمل عادلة وشفافة وخالية من التمييز وقابلة للتنبؤ للشركات في كلا البلدين”. يواجه الاتحاد الأوروبي عجزا تجاريا هائلا مع الصين قدره 357 مليار دولار، ما يُضرّ بمصالح الاتحاد.
وكما حصل في فرنسا عام 2024، سيلتقي الرئيسان الجمعة في مكان غير رسمي في تشنغدو، بمقاطعة سيتشوان (جنوب غرب الصين)، موطن حيوانات الباندا العملاقة التي أصبحت سفيرة للصين حول العالم. ووقّع البلدان اتفاقية بهذا الشأن، لم يُكشف عن بنودها في الوقت الحاضر.
تحرير: عماد حسن
Source link



