أخبار العالم

جرائم إبستين ـ اختفاء وثائق وملفات يهز وزارة العدل الأمريكية – DW – 2025/12/21

اختفى يوم السبت (20 ديسمبر/ كانون الأول 2025) ما لا يقل عن 16 ملفا من الموقع الإلكتروني العام لوزارة العدل الأمريكية الخاص بالوثائق المتعلقة بجيفري إبستين ومن بينها صورة يظهر فيها الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد أقل من يوم على نشرها. وكانت الملفات المفقودة متاحة الجمعة الماضية، لكنها لم تعد قابلة للوصول بحلول يوم السبت. وشملت الملفات صورا للوحات تصور نساء عاريات، وصورة أخرى تظهر سلسلة من الصور الفوتوغرافية الموضوعة على خزانة جانبية وداخل أدراج. وفي تلك الصورة، وداخل أحد الأدراج بين صور أخرى، ظهرت صورة تجمع ترامب إلى جانب إبستين، وميلانيا ترامب، وجيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة لفترة طويلة لإبستين.

وفي رد فعلها على اختفاء تلك الملفات، ذكرت وزارة العدل الأمريكية أنها لم تقم بتنقيح أي ملفات لحماية الرئيس دونالد ترامب عند إصدار الوثائق المتعلقة بالفضيحة وقال نائب وزيرة العدل تود بلانش لشبكة “إيه بي سي نيوز” إنه لم يتم حجب أي شيء لهذا السبب. كما نفى بلانش وجود أي تعليمات بتحرير المواد المتعلقة بفضيحة إبستين والتي لها صلة بالرئيس. وأضاف: “لقد صرح الرئيس ترامب منذ البداية بأنه يتوقع إصدار جميع الملفات التي يمكن الإفراج عنها، وهذا بالضبط ما نقوم به”.

 كان ترامب على معرفة بإبستين، كما تظهر بعض الصور السابقة، إلا أنه لا توجد أدلة على تورط الرئيس في الفضيحة، ونفى ترامب نفسه دائما أي مزاعم من هذا النوع. وعلى الرغم من ذكر ترامب في بعض الوثائق التي تم إصدارها مؤخرا، تشير التقييمات الأولية إلى أن هناك معلومات جديدة قليلة حول العلاقة بين إبستين وترامب. ولم يعلق الرئيس الأمريكي بعد على الأمر.

جدير بالذكر أن قانون ‌الإفصاح ينص على إلزام وزارة العدل بتسليم معلومات حول تعاملها مع التحقيق في قضية إبستين، بما في ذلك التقارير الداخلية ورسائل البريد الإلكتروني. ويبدو أن أيا من هذه المواد لم يكن ضمن مجموعة الوثائق التي نشرتها الحكومة الجمعة الماضية. وسمح القانون لوزارة العدل بحجب المعلومات الشخصية المتعلقة بضحايا إبستين، بالإضافة إلى المواد التي من شأنها أن تعرقل سير التحقيق، إذ تم حجب العديد من الوثائق التي كانت تحتوي على ‍صفحة أو أكثر بالكامل. وأقرت وزارة العدل بأنها لا تزال تراجع مئات الآلاف من الصفحات الإضافية لإمكانية إصدارها.

غموض وانتقادات عقب اختفاء الملفات

 أثار اختفاء الملفات من دون تفسير موجة من التكهنات بشأن ما الذي أزيل ولماذا لم يتم إخطار الرأي العام بذلك، ما زاد من حدة الغموض والتساؤلات المستمرة منذ فترة طويلة حول إبستين والشخصيات النافذة التي كانت تحيط به. وأشار الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب إلى الصورة المفقودة التي تظهر ترامب في منشور على إكس، كاتبين: “ما الذي يتم التستر عليه أيضا؟ نحن بحاجة إلى الشفافية من أجل الشعب الأمريكي”.

 

 صورة تُظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون مع فتاة نشرت ضمن مجموعت من الملفات نشرتها وزارة العدل الأمريكية (19 ديسمبر 2025)
صورة تُظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون مع فتاة نشرت ضمن مجموعت من الملفات نشرتها وزارة العدل الأمريكيةصورة من: Department Of Justice/ZUMA/IMAGO

وامتلأت آلاف الوثائق التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية والمتعلقة برجل الأعمال الراحل المدان في جرائم جنسية جيفري إبستين بأسماء بعض أشهر الشخصيات في العالم، بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، لكن كان هناك استثناء واحد ملحوظ وهو الرئيس دونالد ترامب.

 

وعمق هذا الحادث المخاوف التي برزت بالفعل من إصدار وثائق وزارة العدل الذي طال انتظارها. فالآلاف من الصفحات التي نشرت لم تقدم سوى القليل من الرؤى الجديدة حول جرائم إبستين أو القرارات القضائية التي سمحت له بتجنب تهم اتحادية خطيرة لسنوات، بينما تم حذف بعض المواد الأكثر ترقبا، بما في ذلك مقابلات مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) مع الضحايا ومذكرات وزارة العدل الداخلية بشأن قرارات توجيه الاتهامات.

ماذا نشر؟

نشرت وزارة العدل الأميركية عصر الجمعة رابطا لما سمته “مكتبة إبستين” (Epstein Library) التي تتضمّن أربع مجموعات من المستندات هي سجّلات من المحكمة وأخرى كشفت عنها وزارة العدل تشكّل غالبية المستندات الجديدة، إضافة الى طلبات قدّمت في إطار حرّية التعبير ووثائق أفصحت عنها لجنة الإشراف في مجلس النواب الأميركي. 

في أغلب الحالات، لا تُظهر الوثائق معلومات كثيرة بسبب تعرّضها لتمويه كبير. وعلى سبيل المثال، فقد حجبت قائمة بأسماء 254 مدلّكة بالكامل. وفي حالات أخرى، لا تُقدّم الكثير من المعلومات عن الخلفية، ما يصعّب فهم السياق. ويضم مستند مثلا عشرات الصور المموهة لأشخاص عراة أو شبه عراة. ويظهر إبستين مع أصدقاء له في بعض الصور وهم يحملون أسلحة نارية بوجوه مموهة أيضا. ويتوقّع أن تساعد هذه المنشورات الجديدة في إماطة اللثام عن الشخصيات التي كانت تدور في فلك جيفري إبستين، من مديري أعمال وأكاديميين ومشاهير وسياسيين بارزين.

تحرير: حسن زنيند

 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى