اخبار السودان

سقوط العشرات اثر غارات مسيّرة على مركز دار الأرقم ومقر جامعة أم درمان الإسلامية

في تطور ميداني بالغ الخطورة، أفادت مصادر طبية وشهود عيان في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أن نحو مئة شخص تعرضوا لإصابات متفاوتة، بينهم حالات حرجة، نتيجة استهداف مركز إيواء مدني في المدينة بواسطة طائرة مسيّرة، وذلك خلال ساعات مساء الجمعة وصباح السبت. الهجوم الجوي، الذي وُصف بأنه الأعنف منذ أسابيع، طال مركز دار الأرقم ومقر جامعة أم درمان الإسلامية في حي الدرجة الأولى غرب المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، وفق ما نقلته منصة “دارفور24″ عن شهود ومصادر طبية محلية.

أوضح المواطن محمد أحمد، أحد شهود العيان، أن طائرة مسيّرة حلّقت في سماء الفاشر مساء الجمعة قبل أن تنفذ ضربات مباشرة على مركز الإيواء الذي يضم نازحين من مخيم أبوشوك، وذلك بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المخيم في سبتمبر الماضي. وأضاف أن العديد من الإصابات وقعت داخل ملاجئ ترابية كان النازحون يستخدمونها كوسيلة حماية من القصف المدفعي والغارات الجوية، مشيرًا إلى أن طبيعة الملاجئ لم تكن كافية لتوفير الأمان في ظل تصاعد العمليات العسكرية.

من جهته، أفاد شاهد آخر يُدعى إبراهيم آدم بأن المدينة شهدت قصفًا مدفعيًا مكثفًا يوم الجمعة، ما أدى إلى توقف شبه كامل للحركة المدنية، ومنع السكان من أداء صلاة الجمعة بسبب المخاوف الأمنية. وأكد أن الهجوم على مركز دار الأرقم أسفر عن إصابات واسعة النطاق، شملت نساء وأطفالًا وكبار سن، ما زاد من حجم المأساة الإنسانية في المدينة التي تعاني أصلًا من ظروف نزوح قاسية ونقص حاد في الخدمات الطبية.

في السياق ذاته، تحدث المواطن سليمان أحمد علي، أحد أقارب الضحايا، عن فقدان ابنة شقيقته البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي كانت ضمن الضحايا في مركز إيواء الجامعة الإسلامية. شهادته تعكس حجم الألم الذي تعيشه الأسر السودانية في ظل تصاعد العمليات العسكرية، خاصة في المناطق التي تضم نازحين ومراكز إيواء مؤقتة. هذه الحوادث المتكررة تثير قلقًا واسعًا بشأن سلامة المدنيين في المناطق المتأثرة بالنزاع.

أكد مصدران طبيان في وزارة الصحة بولاية شمال دارفور لـ”دارفور24” أن الفرق الطبية استقبلت عشرات المصابين، وسجلت أكثر من خمسين حالة وفاة، إضافة إلى أكثر من أربعين إصابة، بعضها في حالة حرجة. وأوضحا أن عددًا من المصابين وصلوا إلى المستشفى وهم يعانون من نزيف حاد، فيما فارق آخرون الحياة قبل أن يتمكن الأطباء من إجراء التدخلات الجراحية اللازمة. هذه الأرقام تعكس حجم الضغط الذي تواجهه المرافق الصحية في الفاشر، وسط نقص في المعدات والإمدادات الطبية.

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها آخر نقطة تمركز رئيسية للجيش السوداني في إقليم دارفور. وكانت القوات قد بسطت نفوذها على مدن نيالا وزالنجي والجنينة والضعين خلال عام 2023، ما جعل الفاشر تمثل آخر معقل استراتيجي للجيش في المنطقة. هذا الحصار العسكري يفاقم من معاناة السكان، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المدينة التي باتت تواجه تحديات أمنية وصحية متداخلة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى