
دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الخميس (30 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، كلا من الولايات المتحدة وروسيا إلى الامتناع عن إجراء تجارب جديدة على الأسلحة النووية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لاستئناف مثل تلك التجارب لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً.
وقال فاديفول رداً على سؤال من أحد الصحفيين خلال زيارته للعاصمة السورية دمشق اليوم الخميس: “من الأهمية بمكان أن تواصل جميع الدول الخمس المالكة للأسلحة النووية الالتزام بتجميد حظر التجارب من جانب كل منها”. وشدد فاديفول على أنه: “ينبغي الحفاظ على تجميد حظر إجراء التجارب” مضيفاً، ومن بين ذلك كوريا الشمالية، “البلد الوحيد الذي أجرى تجارب نووية في القرن الحادي والعشرين”. وقال فاديفول ، إن برلين لا تزال تحاول معرفة ما يعنيه الرئيس الأمريكي بالضبط. وأضاف: “سيتعين علينا مناقشة هذا مع زملائنا الأمريكيين”.
كما حثت الصين الولايات المتحدة الخميس على الالتزام “بشكل جدي” بالحظر العالمي المفروض على إجراء التجارب النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غوو جياكون في مؤتمر صحافي “تأمل الصين أن تحترم الولايات المتحدة بشكل جدي الالتزامات بموجب معاهدة الحظر الشامل والتزامات حظر التجارب النووية، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لحماية نظام نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار العالمي وحماية التوازن والاستقرار الاستراتيجيين العالميين”.
الكرملين يرد!
وكان ترامب قد أعلن في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” اليوم الخميس، عن البدء الفوري في إجراء تجارب جدة على الأسلحة النووية، مبرراً الإجراء بالإشارة إلى برامج التجارب التي تجريها دول أخرى، من دون أن يذكر روسيا بالاسم. ولم يوضح ترامب نوع التجارب والأسلحة التي سيتم اختبارها. وكانت الولايات المتحدة قد أجرت آخر تجارب من هذا النوع في تسعينيات القرن الماضي.
من جانبه قال نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس للصحافيين في البيت الأبيض “لدينا ترسانة كبيرة طبعا. الروس لديهم ترسانة نووية كبيرة. الصينيون لديهم ترسانة نووية كبيرة. نحتاج أحيانا إلى اختبارها لضمان أنها تعمل في شكل صحيح”.
 وأضاف “لنكن واضحين، نعلم أنها تعمل في شكل ملائم، ولكن علينا أن نسهر على (حسن سير) هذا الأمر مع مرور الزمن”.
وفي رد فعل سريع، أكدت الرئاسة الروسية الخميس أن اختبارات الأسلحة الأخيرة التي أجرتها موسكو لم تكن نووية. وأعلنت موسكو خلال الآونة الأخيرة اختبار مسيّرة بحرية بقدرات نووية، وصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس “في ما يتعلق بتجربتي بوسيدون وبوريفيستنيك، نأمل أن يكون الرئيس ترامب قد أُبلغ بشكل صحيح. لا يمكن اعتبار (التجربتين) اختباراً نووياً بأي شكل من الأشكال”. وأكد أنّ “كل الدول مهتمة بتطوير دفاعاتها”، ولكن هذه التجارب الأخيرة “لا تشكل اختباراً نووياً”. وأضاف بيسكوف أنّ “الرئيس ترامب أشار إلى تجارب نووية مفترضة في دول أخرى. حتى الآن، لم نتلقّ أي معلومات بشأن إجراء مثل هذه التجارب”.
الأمم المتحدة: لا يمكن السماح بإجراء التجارب النووية تحت أي ظرف
ومن جانبه، اعتبر متحدث باسم الأمم المتحدة الخميس أن التجارب النووية غير مسموح بها “تحت أي ظرف”. وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن “الأمين العام أكد مراراً أن المخاطر النووية الحالية مرتفعة للغاية في شكل ينذر بالخطر، ويجب تجنب جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير أو تصعيد تكون له عواقب وخيمة… ولا يمكن السماح بإجراء التجارب النووية تحت أي ظرف”.
منظمة: تجربة سلاح نووي متفجر تلحق الضرر بالسلام والأمن في العالم
وبدوره، قال روبرت فلويد الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية اليوم الخميس إن أي تجربة لتفجير أسلحة نووية ستلحق الضرر بجهود منع الانتشار النووي والسلام والأمن العالميين. وأضاف “أي تجربة لأسلحة نووية متفجرة من أي دولة ستكون ضارة ومزعزعة للاستقرار للجهود العالمية لمنع الانتشار النووي وللسلام والأمن الدوليين. يقف نظام الرصد التابع لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية على أهبة الاستعداد للكشف عن أي تجربة من هذا القبيل وتقديم البيانات إلى الدول الموقعة على المعاهدة”.
وتابع “مثل الآخرين، أرى في هذه اللحظة المعقدة والصعبة فرصة لقادة العالم للتقدم والعمل معا، على قدم المساواة، من أجل التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية والهدف المشترك المتمثل في عالم خال من تجارب الأسلحة النووية“.
تحرير: عبده جميل المخلافي
Source link
 
				


