
خاص – في ظل حرب مستمرة وانكماش اقتصادي متسارع، يواجه السودان انهيارًا نقديًا غير مسبوق، وسط توقعات بأن يتجاوز سعر صرف الدولار حاجز 5000 جنيه خلال عام 2026، ما لم تُوقف النزاعات المسلحة التي عطلت دورة الإنتاج وأفقدت الدولة أدواتها المالية.
انهيار متسارع
سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت، 1 نوفمبر 2025، مستويات قياسية جديدة، مع عودة السوق الموازي إلى موجة صعود حادة بعد فترة وجيزة من الاستقرار النسبي. الدولار الأمريكي بلغ 3700 جنيه في متوسط التعاملات، فيما وصلت بعض الصفقات إلى 3800 جنيه، مقارنة بسعر 560 جنيهًا ليلة اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يعكس زيادة بنسبة 578% خلال ثلاثين شهرًا فقط. هذا التدهور الحاد في قيمة العملة الوطنية يعكس فقدان الدولة السيطرة على أدواتها النقدية، وسط غياب أي تدخل فعّال من البنك المركزي أو المؤسسات المالية الرسمية.
تصريحات مثيرة
أثارت تصريحات وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية، بعدما أقر بأن الطلب الكبير على النقد الأجنبي وتوقف الصادرات بسبب الحرب هما المحركان الرئيسيان لانهيار الجنيه. وأضاف أن وزارته تتوقع وصول سعر صرف الدولار إلى 10,000 جنيه، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الاقتصاد لم يصل إلى مرحلة الانهيار الكامل. هذه التصريحات، التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، جاءت مناقضة لتقارير دولية حديثة، أبرزها تقرير وصف فيه السودان بأنه دخل مرحلة “ما بعد العملة”، بعد أن فقدت الدولة سيطرتها على النظام النقدي، وتحولت الأسواق إلى نمط موازٍ يتجاوز سلطة البنك المركزي.
فجوة نقدية
في تقرير حديث تم التأكيد على أن احتياطات النقد الأجنبي لدى البنوك السودانية تبخّرت، فيما تراجعت تحويلات المغتربين بنسبة 70%، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين السعر الرسمي للدولار، الذي يبلغ 2600 جنيه، وسعر السوق الموازي الذي تجاوز 3700 جنيه. هذا التباين الحاد يعكس فقدان الثقة في النظام المصرفي الرسمي، ويعزز من هيمنة السوق الموازي على حركة النقد، في ظل غياب سياسات مالية قادرة على ضبط السوق أو استعادة التوازن النقدي.
تحرير الاستيراد
أعلن بنك السودان المركزي في منشور السياسات رقم (2025/15) عن رفع الاحتكار عن استيراد المشتقات البترولية، وإتاحة المجال للمصارف التجارية لتنفيذ عمليات الاستيراد، وفق شروط تشمل تقديم خطاب عدم ممانعة وفاتورة مبدئية معتمدة من وزارة الطاقة والنفط. هذا القرار، الذي يهدف نظريًا إلى تحرير السوق، يُرجّح أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الجنيه، إذ باتت المصارف مطالبة بتوفير النقد الأجنبي في ظل شح المعروض وغياب الإنتاج المحلي، ما يعزز من احتمالات ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي خلال الأسابيع المقبلة.
أسعار قياسية
رُصدت أسعار شراء العملات الأجنبية في السوق الموازي عند مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر الدولار 3650 جنيهًا، والريال السعودي 973.33 جنيهًا، والدرهم الإماراتي 994.55 جنيهًا، واليورو 4244.18 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الإسترليني 4866.66 جنيهًا. أما الدينار الكويتي فقد تجاوز حاجز 11,774 جنيهًا، في مؤشر واضح على اتساع الفجوة النقدية بين الجنيه السوداني والعملات ذات الاحتياطي القوي، ما يعكس هشاشة الوضع المالي الداخلي، وتآكل الثقة في العملة الوطنية.
مؤشرات التضخم
أشار تقرير صادر عن African Business في أبريل الماضي إلى أن معدل التضخم في السودان بلغ 118.9% هذا العام، بعد أن تجاوز 200% في عام 2024، مع توقعات باستمرار التصاعد في الأسعار ما لم تُوقف الحرب. كما أظهر التقرير أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض من 56.3 مليار دولار في 2022 إلى 32.4 مليار دولار بنهاية 2025، ما يمثل انكماشًا بنسبة 42% خلال ثلاث سنوات فقط، وهو ما يعكس حجم الضرر الذي ألحقته الحرب بالبنية الاقتصادية للبلاد.
مستقبل مظلم
في ظل هذه المؤشرات المتشائمة، يتوقع خبراء اقتصاديون أن يتجاوز سعر صرف الدولار حاجز 5000 جنيه خلال النصف الأول من عام 2026، إذا لم يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، واستعادة دورة الإنتاج والتصدير. ومع استمرار الحرب، فإن السودان يواجه خطر الانزلاق إلى مرحلة ما بعد الدولة النقدية، حيث تفقد العملة المحلية وظيفتها الأساسية، ويُستبدل بها الدولار أو الذهب في المعاملات اليومية، كما حدث في دول أخرى شهدت انهيارات اقتصادية مماثلة مثل زيمبابوي وفنزويلا.
أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 01\11\2025م
| العملة | السعر بالجنيه السوداني |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 3700 هناك تعاملات تصل 3800 |
| الريال السعودي | 986.666 |
| الجنيه المصري | 77.86195 |
| الدرهم الإماراتي | 1008.174 |
| اليورو | 4302.325 |
| الجنيه الإسترليني | 4933.3333 |
| الريال القطري | 1016.4835 |
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم السبت 01\11\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير
Source link



