
في تطور يعكس تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في إقليم دارفور، أعلن عبد الرحمن جاموس، الأمين العام لما تُعرف بـ”حكومة إقليم دارفور” التابعة لحكومة تأسيس، أن دخول المنظمات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بات مشروطًا بالحصول على تصاريح مسبقة من “السلطة القائمة”، في خطوة تؤكد سعي هذه الجهة إلى فرض سيطرتها الإدارية على العمل الإغاثي في المناطق الخاضعة لها.
أوضح عبد الرحمن جاموس في بيان رسمي أن “حكومة تأسيس”، التي تتبع لقوات الدعم السريع، تمكنت من بسط سيطرتها على كامل إقليم دارفور عقب سيطرتها على مدينة الفاشر يوم الأحد الموافق السادس والعشرين من أكتوبر 2025. وأكد أن ولاية شمال دارفور ستظل تحت إشراف هذه الحكومة نظرًا لحالة الطوارئ التي تمر بها، مشددًا على أن أي جهة تطوعية أو إنسانية ترغب في تقديم المساعدات داخل الفاشر مطالبة بالتنسيق المسبق مع الأمانة العامة لحكومة الإقليم، التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
أشار البيان إلى أن الإجراءات المفروضة تهدف إلى تسهيل مهام المنظمات الإنسانية، من خلال اطلاعها على خارطة الخدمات وأماكن الإقامة والنُزل، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا توجد أي جهة إدارية مفوضة للعمل في المنطقة سوى “حكومة الإقليم” التابعة لقوات الدعم السريع. ويعكس هذا الموقف سعي هذه الجهة إلى إحكام قبضتها على العمليات الإغاثية، بما في ذلك التحكم في حركة القوافل الإنسانية وتوجيهها ضمن نطاق سيطرتها الميدانية.
في المقابل، يرفض كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي الاعتراف بشرعية “حكومة تأسيس” التابعة لقوات الدعم السريع، ويعتبرانها سلطة غير معترف بها في المناطق التي تسيطر عليها قوات شبه عسكرية. ويأتي هذا الرفض في سياق أوسع من المواقف الدولية والإقليمية التي تدعو إلى احترام القانون الدولي الإنساني وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى المدنيين المتضررين من النزاع.
وثّقت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، واللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، وشبكة أطباء السودان، تقارير تفيد بمقتل أكثر من ألفي مدني على يد قوات الدعم السريع خلال هجومها على مدينة الفاشر منذ السادس والعشرين من أكتوبر 2025، بالإضافة إلى تسجيل حالات اختفاء قسري لآلاف المدنيين. وتُعد هذه التقارير من بين أبرز الشهادات الميدانية التي تسلط الضوء على حجم الانتهاكات التي طالت السكان المحليين خلال العمليات العسكرية الأخيرة.
أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي مقتل المدنيين في الفاشر، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، مطالبًا المجتمعين الإقليمي والدولي بعدم الاعتراف بأي سلطة قائمة في المناطق التي تخضع لسيطرة قوات غير نظامية. كما ندد مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة عقدت يوم الخميس الثلاثين من أكتوبر 2025، بأعمال العنف التي استهدفت المدنيين في مدينة الفاشر، مؤكدًا ضرورة حماية السكان ووقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
		  	
	
Source link
				


