أخبار العالم

ساركوزي خارج القضبان .. ويبقى تحت أعين المراقبة القضائية – DW – 2025/11/10

بعد احتجاز لمدة 20 يوما، غادر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي سجن لا سانتيه في باريس، بعد ظهر اليوم الإثنين (العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني)، مع وجوده تحت المراقبة القضائية لحين إجراء محاكمة الاستئناف الخاصة به بتهمة التآمر.

وقد أمرت محكمة الاستئناف بالإفراج عنه بعد أقل من ثلاثة أسابيع من بدء ساركوزي قضاء عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التآمر في مخطط لتمويل حملته الانتخابية لعام 2007  بأموال من ليبيا.
وشوهدت سيارة ساركوزي السوداء ذات النوافذ المعتمة وهي تغادر السجن متجهة إلى منزله في غرب باريس ترافقها دراجات نارية تابعة للشرطة.

محاكمة استئنافية مرتقبة في مارس

ومن المقرر أن تبدأ محاكمة الاستئناف في شهر مارس/ آذار المقبل، بعد أن طلبت النيابة العامة خلال جلسة الإثنين، التي ظهر فيها ساركوزي عبر تقنية الفيديو، الإفراج عنه.

وقد استجابت المحكمة للطلب، لكنها فرضت عليه قيودًا صارمة، أبرزها منعه من مغادرة البلاد وفرض أمر واسع النطاق بـ”عدم الاتصال” مع مسؤولين ليبيين سابقين وكبار مسؤولي القضاء الفرنسي، بمن فيهم وزير العدل جيرار دارمانان، نظرًا لما وصفته المحكمة بـ”قدرته على تفعيل أجهزة الدولة” كرئيس سابق.

أول ظهور لرئيس فرنسي خلف القضبان

وقد ظهر ساركوزي عبر الشاشة مرتديًا سترة زرقاء داكنة وقميصًا، في أول صورة لرئيس جمهورية فرنسي سابق داخل السجن، وقال خلال الجلسة: “السجن صعب، صعب للغاية، بالتأكيد على أي سجين، بل أقول إنه شاق”. وأضاف: أناضل من أجل سيادة الحقيقة.”

 وأشاد ساركوزي البالغ 70 عاما “بموظفي السجن الذين كانوا إنسانيين بشكل استثنائي وجعلوا من هذا الكابوس” أمرا “يمكن تحمّله”.

احتجاز يثير جدلًا واسعًا

الاحتجاز غير المسبوق لرئيس سابق في تاريخ الجمهورية الفرنسية جدلًا واسعًا في فرنسا وأوروبا، حيث لم يُسجن أي رئيس دولة سابق من قبل في الاتحاد الأوروبي. وقد وصف أحد محاميه، جان ميشال داروا، التجربة بأنها كانت مصدر معاناة وألم كبيرين” لساركوزي، رغم قوته وصلابته.

ظروف أمنية مشددة داخل السجن

وأكد المحامي كريستوف إنغران أن “الاحتجاز هو ما يُشكل تهديدًا لساركوزي، وليس العكس”، مشيرًا إلى أنه وُضع في الحبس الانفرادي لأسباب أمنية، ويخضع لحماية ضابطين أثناء احتجازه. ومن جانبه، برّر وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز هذه الإجراءات بـ”وضعه” وبـ“التهديدات الموجهة إليه”

اتهامات خطيرة تتعلق بتمويل ليبي

وكانت محكمة باريس الجنائية قد أدانت ساركوزي في 25 سبتمبر/ أيلول بتهمة التآمر لطلب تمويل غير مشروع من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007. ووفق لائحة الاتهام، جرت لقاءات بين مقرّبين من ساركوزي ومدير الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة غيابيًا في فرنسا لدوره في تفجير طائرة “دي سي-10” عام 1989، والذي أودى بحياة 170 شخصًا بينهم 54 فرنسيًا.

تحرير: عباس الخشالي


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى