
أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات هادئة في البيت الأبيض مع الرئيس السوري أحمد الشرع، القائد السابق في تنظيم القاعدة، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن. اللقاء يأتي في إطار سعي ترامب لإنهاء عزلة سوريا الدولية المستمرة منذ عقود.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن المباحثات التي جرت اليوم الإثنين (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، شملت أيضًا مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إطار زيارة رسمية للرئيس الشرع إلى واشنطن.
من قائد ميداني إلى رئيس دولة
زيارة الشرع تتوج عامًا مفصليًا في مسيرته، إذ انتقل من قيادة جماعات المعارضة المسلحة إلى رئاسة سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ومنذ توليه الحكم، يسعى الشرع لتقديم نفسه كقائد معتدل يعمل على توحيد البلاد وإعادة إعمارها.
وصل الشرع إلى البيت الأبيض دون مراسم استقبال رسمية، حيث دخل من مدخل جانبي بعيدًا عن عدسات الصحفيين، في خطوة أثارت تساؤلات حول طبيعة الزيارة. ورغم ذلك، خرج لاحقًا لتحية مجموعة من المؤيدين أمام البيت الأبيض.
ترامب عن الشرع: كلنا مررنا بماضٍ مضطرب
وشارك في المباحثات وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانبين، مما يعكس أهمية اللقاء على المستوى السياسي والدبلوماسي.
وفي تصريحات للصحفيين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته تعمل مع إسرائيل لتحسين العلاقات مع سوريا، مشيرًا إلى أن الرئيس الشرع، الذي كان مدرجًا سابقًا على قائمة الإرهاب الأمريكية، “يقوم بعمل جيد جدًا حتى الآن”، وأضاف: “كلنا مررنا بماضٍ مضطرب”.
ردود فعل متباينة على الزيارة
وأثارت زيارة الشرع جدلًا في الأوساط الأمريكية، حيث انتقدت الناشطة اليمينية لورا لومر اللقاء، ووصفت الشرع بأنه “قائد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”، متسائلة عن دوافع واشنطن لاستقباله.
دعم أمريكي لاتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل
منذ تولي الشرع السلطة، بدأت سوريا بالابتعاد عن حلفاء الأسد التقليديين، إيران وروسيا، متجهة نحو علاقات جديدة مع تركيا، دول الخليج، والولايات المتحدة. وتعمل واشنطن على وساطة بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل، إلى جانب خطط لإقامة وجود عسكري أمريكي في دمشق.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن الولايات المتحدة جددت دعمها للتوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، وذلك عقب اجتماع ثلاثي جمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيريه السوري أسعد الشيباني والتركي هاكان فيدان.
محاولات اغتيال الشرع
وكان الرئيس الشرع قد وصل أمس إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وذلك بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على طلب أمريكي برفع سلسلة من العقوبات المفروضة عليه وعلى أعضاء حكومته.
وقبل ساعات من اللقاء مع ترامب، كشفت مصادر أمنية عن إحباط مؤامرتين منفصلتين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لاغتيال الرئيس الشرع، ضمن حملة أمنية شنتها وزارة الداخلية السورية وأسفرت عن اعتقال أكثر من 70 مشتبهًا بهم.
العقوبات على طاولة المباحثات
وكان رفع العقوبات الأمريكية، وخاصة قانون قيصر، من أبرز أهداف زيارة الشرع. وبعد اجتماع مغلق مع ترامب، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تمديد تعليق العقوبات لمدة 180 يومًا، مع الإشارة إلى أن رفعها الكامل يتطلب موافقة الكونغرس.
إعادة إعمار سوريا: تحديات ضخمة
ويسعى الشرع إلى جذب الاستثمارات الدولية لإعادة إعمار سوريا، التي دمرتها الحرب على مدى 14 عامًا. ويُقدّر البنك الدولي أن تكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 200 مليار دولار، فيما يطالب مشرعون أمريكيون برفع قانون قيصر لتسهيل هذه العملية.
انضمام محتمل للتحالف الدولي ضد داعش
ومن المتوقع أن تنضم سوريا، خلال زيارة الرئيس الشرع، إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والذي يضم نحو 80 دولة تعمل على منع عودة التنظيم المتطرف. وأكد مسؤول أمريكي أن سوريا بصدد الانضمام رسميًا إلى التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، وهو ما أعلنه وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، مشيرًا إلى أن الاتفاق سياسي ولا يتضمن مكونات عسكرية حتى الآن.
تحرير: عباس الخشالي
Source link



