أخبار العالم

خطف ومجاعة و”أجساد النساء مسرح” لحرب السودان – DW – 2025/11/11

تعكس شهادات الفارين من جحيم الفاشر قساوة الوضع الحالي، بعد نحو أسبوعين من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة في إقليم دارفور. من بين هؤلاء، منير عبد الرحمن، الذي فقد والده المنتسب إلى الجيش، وكان يعالج في مستشفى بالفاشر خلال رحلة مضنية إلى تشاد.

يروي الفتى البالغ من العمر 16 عامًا، بتأثر بالغ، كيف اقتحم عناصر الدعم السريع المستشفى السعودي حيث كان يرقد والده للعلاج من إصابة تعرض لها أثناء المعارك قبل أيام. وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “نادوا سبعة ممرضين إلى غرفة، سمعنا صوت إطلاق رصاص، ورأينا الدم يسيل أسفل الباب”.

تازحات من الفاشر (27-10-2025)
قالت الأمم المتحدة إن نساء الفاشر تعرضن لـ”أهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق”.صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS

أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة

وفي سياق متصل، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، إن النساء النازحات من الفاشر أبلغن عن عمليات قتل واغتصاب ممنهجة وخطف لأطفالهن، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وأوضحت المديرة الإقليمية للهيئة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي، للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي، أن النساء تعرضن لـ”أهوال لا يمكن لأحد تحملها على الإطلاق”.

وأضافت أن العنف الجنسي منتشر بشكل كبير، مؤكدة: “توجد أدلة واضحة على أن الاغتصاب يُستخدم بشكل متعمد ومنهجي كسلاح في الحرب”.

وتابعت: “أجساد النساء باتت مسرحا للجريمة في السودان. لم تعد هناك مناطق آمنة، ولا مكان يمكن للنساء أن يجتمعن فيه بأمان لطلب الحماية أو حتى للحصول على أبسط أشكال الرعاية النفسية والاجتماعية”.

“كارثة أكبر”

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الجهود الإنسانية في ولاية شمال دارفور قد تتوقف تماما ما لم يتم توفير تمويل فوري وضمان إرسال إمدادات الإغاثة بأمان.

وذكرت المنظمة في بيان: “باتت العمليات الإنسانية الآن على شفا الانهيار، رغم ازدياد الحاجة. المستودعات شبه خالية، وقوافل المساعدات تواجه غيابًا كبيرا للأمن، ولا تزال قيود الوصول تحول دون توصيل ما يكفي من المساعدات”.

وأوضحت أن هناك حاجة ملحة لتخفيف الأثر الإنساني للحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، محذرة من “كارثة أكبر” ما لم تتم الاستجابة لهذه المناشدة.

عائلات نازحة من الفاشر (31-10-2025)
حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، من موجة نزوح دراماتيكية يشهدها السودان.صورة من: NRC/AP Photo/picture alliance

“نزوح دراماتيكي”

ولا تنتهي معاناة الفارين بمجرد مغادرتهم المدينة، فخارج حدودها تبدأ محنة جديدة. وأفاد شهود بأنهم اضطروا لدفع مبالغ مالية عند نقاط التفتيش، راوحت بين 500 ألف ومليون ليرة سودانية (ما بين 700 و1400 يورو) عند كل نقطة.

وقد حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، من موجة نزوح دراماتيكية يشهدها السودان، مع فرار نحو 90 ألف شخص من الفاشر شمال ولاية دارفور خلال أسبوعين، وسط انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي والعنف العرقي والجنسي.

وقالت بوب، في مستهل زيارة تستغرق خمسة أيام إلى السودان الذي مزقته الحرب: “إن الأزمة في الفاشر هي النتيجة المباشرة لحصار دام قرابة 18 شهرا، تسبب في حرمان العائلات من الغذاء والماء والرعاية الطبية”.

تحرير: عباس الخشالي

 


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى