
أفادت الرئاسة الجزائرية اليوم الأربعاء (12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025) بأن الرئيس عبد المجيد تبون استجاب لطلب رسمي من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بمنح عفو خاص للكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، “وذلك لدواع إنسانية”.
وقالت الرئاسة في بيان إن “الرئيس تبون تلقى الطلب في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ، وقرر التجاوب إيجابيا معه، استنادا إلى المادة 91 من الفقرة الثامنة من الدستور الجزائري، وبعد استيفاء الإجراءات القانونية المعمول بها”.
يأتي هذا الإعلان بعد طلب من اجل “لفتة إنسانية” وجهها الاثنين الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى نظيره الجزائري. واقترح شتاينماير أن يحصل بوعلام صنصال على العلاج الطبي في ألمانيا “نظرًا لتقدمه في السن (…) ووضعه الصحي الهش”.
وأوضح بيان الرئاسة الجزائرية “ستتكفل الدولة الألمانية بنقل المعني وعلاجه”.
ولإقناع نظيره الجزائري بالعفو عن الكاتب، كان الرئيس الألماني قد أكد أن مثل هذه اللفتة ستكون “تعبيرا عن روح الإنسانية وبُعد النظر السياسي”. وقال إن الأمر “سيعكس علاقتي الشخصية طويلة الأمد مع الرئيس تبون والعلاقات الجيدة بين بلدينا”.
ارتياح فرنسي
ومن شأن هذا القرار أن يعزز العلاقات الجزائرية الألمانية، التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في مجالات الطاقة والتعاون الاقتصادي.
وتفاعلا مع القرار، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو عن “ارتياح” الحكومة بعد إعلان الجزائر العفو عن بوعلام صنصال.
وحدث لوكورنو أمام أعضاء البرلمان عن “ارتياحه لإعلان السلطات الجزائرية العفو عن بوعلام صنصال”، مضيفا أنه يأمل أن يتمكن الكاتب من “الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن” و”تلقي الرعاية”.
يذكر أن بوعلام صنصال، المقيم سابقا في فرنسا، والحاصل على الجنسية الفرنسية واجه حكما قضائيا بالسجن خمس سنوات على خلفية تصريحاته التي وصفت بأنها مسيئة للثورة الجزائرية، وتمس بالوحدة الترابية للبلاد.
ونفى صنصال (81 عاما)، الذي انتقد السلطات الجزائرية مرارا وكان يعيش في فرنسا، التهمة الموجهة إليه قائلا إنه لم يقصد أبدا الإساءة إلى الجزائر أو مؤسسات الدولة.
وكانت عائلة الكاتب البالغ من العمر 81 عامًا قد أعربت عن قلقها بشأن صحته، مشيرة إلى أنه يتلقى علاجًا لسرطان البروستاتا.
وقالت ابنته صبيحة الأربعاء عبر الهاتف من الجمهورية التشيكية حيث تعيش “كنت متشائمة بعض الشيء لأنه مريض وكبير في السن وقد يموت هناك. كنت متشائمة، ولكنني كنت دائما مؤمنة. ظللت آمل أن يحدث ذلك يوما ما”.
ولعبت كل من ألمانيا وإيطاليا دور الوساطة خلف الكواليس من أجل العفو عن الكاتب. وانتشرت شائعات بالفعل في الصيف حول احتمال نقله إلى ألمانيا.
تحرير: عبده جميل المخلافي


