
قضى 22 شخصا ليل أمس (الثلاثاء التاسع من ديسمبر 2025) في انهيار مبنيين متجاورين في مدينة فاسبشمال المغرب، في أسوأ حادث من نوعه تشهده المملكة في السنوات الأخيرة. وقالت السلطات المحلية في فاس إن المبنيين اللذين يتألف كل منهما من أربعة طوابق كانت تسكنهما ثماني عائلات. وأضافت أن 22 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون، وتم إخلاء المنازل المجاورة احترازيا.
وانتشرت الحماية المدنية في المكان للبحث بين الأنقاض عن ناجين، وتجمع حشد من المدنيين في الموقع ليلا، بينما كان عناصر الإنقاذ يحملون جثة ملفوفة في كيس رمادي. وحاول عمال آخرون باستخدام المطارق الهوائية والفؤوس الحفر عبر الأنقاض، وأحيانا بمساعدة حفارات ميكانيكية.
وذكرت النيابة العامة في فاس في بيان أنه كان هناك احتفال عائلي في أحد المباني وقت الانهيار بينما كان المبنى الآخر خاليا من السكان. وقال محمد، وهو أحد السكان المحليين، لموقع “لو360” المغربي، إن السكان حصلوا على الأراضي بعد مغادرتهم أحد الأحياء الفقيرة في إطار برنامج إعادة إسكان تم إطلاقه عام 2007.
وأضاف “بعد عام 2007، بنى الجميع كما يحلو لهم”، مشيرا إلى أن البعض ربما لم يحترموا معايير البناء. بدورها، أوردت مجلة “تيل كيل” أن “هذه الإنشاءات لم تخضع لأي رقابة، ما أدى إلى تجاهل بعض المستفيدين لخطة التطوير المعتمدة”.
الحصيلة الأثقل منذ عقد من الزمن
وقالت السلطات المحلية “تتواصل إلى حدود الساعة عمليات البحث لإنقاذ وإسعاف أشخاص آخرين يحتمل وجودهم عالقين تحت الأنقاض”، وفق ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية. وأضافت أن حصيلة الضحايا قد ترتفع في الساعات القادمة. ونُقل المصابون إلى المركز الاستشفائي الجامعي في فاس، وفق المصدر نفسه. وهذا أعلى عدد ضحايا لحادث من هذا النوع في المغربفي السنوات الأخيرة.
ففي عام 2014، لقي 23 شخصا حتفهم في انهيار ثلاثة مبانٍ في الدار البيضاء في غرب المملكة. وفي فاس نفسها، قضى تسعة أشخاص جراء انهيار مبنى سكني في أيار/مايو. وقال مصدر من السلطات المحلية لوكالة فرانس برس حينذاك إن المبنى “كان مدرجا على قائمة المباني المهددة بالانهيار، وقد صدر أمر بإخلائه”. وفي شباط / فبراير 2024، لقي خمسة أشخاص حتفهم في انهيار منزل في المدينة القديمة بفاس.
وفي عام 2016، وفي غضون أسبوع واحد، قضى طفلان في انهيار منزل في مراكش(غربا)، بينما أسفر انهيار مبنى مكون من أربعة طوابق في الدار البيضاء (شمال غرب) عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 24 آخرين.
تحرير: حسن زنيند
Source link



