
اتهمت منظمة العفو الدولية حركة حماس وفصائل فلسطينية مسلّحة أخرى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، وما تلاه من أحداث. وهي المرة الأولى تتهم المنظمة حماس وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، علما أنها أتهمتها في تقرير سابق بارتكاب جرائم حرب.
وقالت المنظمة الحقوقية، في تقرير مكوّن من 173 صفحة، إن “الفصائل الفلسطينية المسلحة ارتكبت انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هجماتها في جنوب إسرائيل التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وقالت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن تقريرها حلل أنماط الهجوم والاتصالات بين المقاتلين أثناء الهجوم وبيانات أصدرتها حركة حماس وتصريحات من قادة جماعات مسلحة أخرى. وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 70 شخصا، منهم ناجون وعائلات قتلى وخبراء طب شرعي وعاملون احترافيون في القطاع الطبي، وزارت بعض مواقع الهجوم، وراجعت أكثر من 350 مقطع فيديو وصورة فوتوغرافية لمشاهد الهجوم وللرهائن أثناء أسرهم.
وأضاف التقرير أن الفصائل الفلسطينية “واصلت ارتكاب الانتهاكات والجرائم بموجب القانون الدولي من خلال احتجاز الرهائن وسوء معاملتهم، واحتجاز جثامين تم الاستيلاء عليها”. وجاء في التقرير “تم احتجاز الرهائن كجزء من خطة معلنة صراحة من قيادة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى”.
أنماط الجرائم المرتكبة
ومن بين الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية التي تناولتها منظمة العفو القتل والإبادة والسجن والتعذيب والإخفاء القسري والاغتصاب و”أشكال أخرى من العنف الجنسي ضد الأشخاص الخاضعين لسيطرة الفصائل”. ولفتت المنظمة إلى أنها لم تتمكن من مقابلة ناجين باستثناء حالة واحدة، ولذلك لم تتمكن من تحديد مدى أو حجم العنف الجنسي.
وجرائم الحرب هي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ضد المدنيين والمقاتلين خلال النزاعات المسلحة، بينما يمكن للجرائم ضد الإنسانية أن تحدث حتى في أوقات السلم. وتشمل الجرائم ضد الإنسانية التعذيب والاغتصاب والتمييز العرقي أو الثقافي أو الديني أو القائم على النوع الاجتماعي، كما تشمل “هجمات واسعة النطاق أو ممنهجة موجهة ضد أي سكان مدنيين”.
وأسفر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1221 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وقالت المنظمة إن القتل الجماعي للمدنيين في السابع من تشرين الأول/أكتوبر يُعدّ “جريمة إبادة ضد الإنسانية”. وخلُصَ التقرير إلى أن حركة حماس، بما في ذلك جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، كانت “المسؤولة الرئيسية” عن هذه الجرائم، فيما كانت كلّ من حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى و”مدنيون فلسطينيون غير منتمين” مسؤولين بدرجة أقل.
حماس تنفي وتطالب “بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط”
من جانبها رفضت حركة حماس التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، واعتبرت أن ما ورد فيه ما هو إلا “أكاذيب” وأن الدوافع خلفه “مغرضة ومشبوهة”. وقالت الحركة في بيان “ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال.. ، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة”. وطالبت الحركة الإسلاموية منظمة العفو “بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني”.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وفي أيّار/مايو 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف بحقّ كلّ من رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك إسماعيل هنية، وقائد كتائب عز الدين القسام محمد ضيف، وقائد حركة حماس في غزة والعقل المدبّر لهجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر يحيى السنوار. وسحبت المحكمة مذكرات التوقيف بعد مقتلهم في وقت لاحق من ذلك العام.
اتهامات سابقة لإسرائيل
كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف لا تزال سارية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة.
وبعدما خلصت منظمة العفو الدولية في كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى أن إسرائيل كانت ترتكب إبادة جماعية خلال حربها ضد حماس في غزة، حذرت أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت من أن إسرائيل “ما زالت ترتكب إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مطلع تشرين الأول/أكتوبر برعاية أمريكية.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات رفضا قاطعا ووصفتها بأنها “مزيفة تماما” و”ملفّقة” و”مبنية على أكاذيب”.
ف.ي/ع.ج.م (رويترز، ا ف ب)
Source link



