أدى إطلاق نار نفذه مسلحان اليوم الأحد (14 كانون الأول/ ديسمبر 2025) عند شاطئ بونداي في سيدني تزامنا مع احتفالات بعيد يهودي، إلى مقتل 12 شخصا بينهم مواطن إسرائيلي، وإصابة 29 آخرين بجروح، بحسب ما أعلنت السلطات الأسترالية التي وصفت الهجوم بأنه “حادث إرهابي”.
وأفادت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز بأن أحد منفّذي الهجوم قُتل، فيما أُصيب الآخر بجروح وهو في حال حرجة. وقال رئيس حكومة الولاية كريس مينز خلال مؤتمر صحافي “خُطط هذا الهجوم لاستهداف الجماعة اليهودية في سيدني في اليوم الأول من عيد حانوكا”، الذي كان يُحتفل به عند الشاطئ تزامنا مع الهجوم.
ولقي الهجوم إدانات واسعة من استراليا وإسرائيل وأدلى العديد من القادة والمسؤولين في مختلف أنحاء العالم، بتصريحات أدانوا فيها الهجوم، وفيما يلي بعض هذه التصريحات:
ميرتس: الهجوم أصابني بالذهول
وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس الهجوم بأنه “هجوم على قيمنا المشتركة”. وكتب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني على منصة “إكس” اليوم الأحد إن “الهجوم المعادي للسامية على شاطئ بوندي بيتش خلال عيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودية) أصابني بالذهول”، مشددا على أنه “يجب أن نضع حدا لهذه المعاداة للسامية – هنا في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم”.
تنديد إسرائيلي واسع بالهجوم “المروع”
ندد قادة إسرائيليون بالهجوم، محملين الحكومة الأسترالية مسؤولية الفشل في مكافحة معاداة السامية. فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استراليا بتغذية معاداة السامية خلال الفترة التي سبقت الهجوم خاصة مع إعلانها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال “قبل ثلاثة أشهر كتبت إلى رئيس وزراء أستراليا أن سياستكم تصب الزيت على نار معاداة السامية”، مشيرا إلى رسالة بعثها إلى نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز في آب/ أغسطس الماضي.
وأضاف نتنياهو أن “معاداة السامية هي سرطان ينتشر عندما يلتزم القادة الصمت ولا يتحركون”.
وسبق ذلك أن ندد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في كلمة ألقاها خلال فعالية في القدس بما وصفه بأنه “هجوم مروع”.
وقال “في هذه اللحظات، تعرضت أخواتنا وإخوتنا في سيدني في أستراليا لهجوم من قبل إرهابيين أوغاد في هجوم مروع للغاية على يهود كانوا متوجهين لإشعال الشمعة الأولى من عيد حانوكا على شاطئ بونداي”.
ودعا هرتسوغ أيضا الحكومة الأسترالية إلى “مكافحة الموجة الهائلة من معاداة السامية التي تجتاح المجتمع الأسترالي”.
وعبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عبر حسابه على منصة إكس عن “صدمته” جراء حادث إطلاق النار. وقال “هذه هي نتائج الهجمة المعادية للسامية في شوارع أستراليا على مدى العامين الماضيين … يجب على الحكومة الأسترالية، التي تلقت العديد من علامات التحذير، أن تعي مسؤولياتها”.
وأشار كل من هرتسوغ وساعر إلى أنهما تحدثا مع رئيس مجلس النواب في نيو ساوث ويلز ديفيد أوسيب، وهو يهودي، والذي وبحسب هرتسوغ “كان يتحدث في الفعالية إبان بدء الهجوم”.
أما زعيم المعارضة يائير لبيد فعبّر عن شعوره “بصدمة كبيرة جراء الهجوم الإرهابي المعادي للسامية الذي استهدف عائلات يهودية تحتفل بعيد حانوكا في سيدني”. وأضاف “بولدر، مانشستر، واشنطن، والآن سيدني، أسماء مدن حول العالم أصبحت مرتبطة بهجمات دامية ضد اليهود”. ورأى لبيد أن “وقف هذه الفظائع يتطلب تدخلا عاجلا وحاسما على جميع المستويات”.
وفي رد فعل لليمين المتطرف في إسرائيل، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن “دماء الضحايا على أيدي الحكومة الأسترالية التي أعلنت الاعتراف بدولة فلسطينية ومنحت الشرعية للإرهاب ضد اليهود”.
روبيو: لا مكان لمعاداة السامية
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في سيدني. وكتب روبيو في منشور على موقع إكس “لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي”.
الاتحاد الأوروبي يتضامن مع استراليا
أعرب مسؤولون بارزون في الاتحاد الأوروبي عن غضبهم الشديد بسبب حادث إطلاق النار المميت في شاطئ بوندي في سيدني. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين على وسائل التواصل الاجتماعي إنها أصيبت بصدمة، بسبب الهجوم الذي استهدف فعالية يهودية في أول ليلة من عيد حانوكا(عيد الأنوار).
وكتبت على موقع التواصل الاجتماعي، إكس “تقف أوروبا مع استراليا والجاليات اليهودية في كل مكان. إننا متحدون ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية”.
كما أدلت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بتصريحات مماثلة. وقالت كالاس إن “العمل العنيف المروع ضد المجتمع اليهودي يجب إدانته بشكل لا لبس فيه”.
المعارضة والحكومة الاسترالية تدين الهجوم بشدة
قال أنتوني ألبانيزي، رئيس وزراء أستراليا، إن “هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين في أول يوم من عيد حانوكا، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان… في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن لتصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة”.
وقالت سوزان لي، زعيمة حزب الأحرار المعارض في أستراليا “الأستراليون في حداد شديد الليلة في وقت ضربت فيه الكراهية العنيفة قلب المجتمع الأسترالي الأيقوني.. مكان نعرفه جميعا ونحبه.. بونداي”.
كريستوفر لوكسون رئيس وزراء نيوزيلندا، أعرب عن تضامن وتعاطف بلاده مع استراليا قائلا “أستراليا ونيوزيلندا أقرب من الأصدقاء، نحن عائلة. أشعر بالصدمة من المشاهد المؤلمة في بونداي، وهو مكان يزوره النيوزيلنديون كل يوم… تعاطفي ومشاعر جميع النيوزيلنديين مع كل من طالهم الأذى”.
حكومات أوروبية تدين الهجوم
كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا، قال منددا بالهجوم “أخبار مؤلمة للغاية من أستراليا. تقدم المملكة المتحدة التعازي لكل من تأثر بالهجوم المروع في شاطئ بونداي”. وأعلنت شرطة لندن أنها ستعزز الإجراءات الأمنية في المواقع اليهودية.
خوسيه مانويل ألباريس بوينو وزير خارجية إسبانيا، قال إنه “مصدوم بشدة من الهجوم الإرهابي في أستراليا على اليهود. أتضامن مع الضحايا وذويهم ومع شعب وحكومة أستراليا… الكراهية ومعاداة السامية والعنف لا مكان لهم في مجتمعاتنا”.
يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج، أعرب عن صدمته “بالهجوم المروع الذي وقع في شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال بمناسبة عيد حانوكا اليهودي… أدين هذا العمل الإرهابي الخسيس بأشد العبارات الممكنة. أتقدم بأحر التعازي لجميع المتضررين من هجوم اليوم المأساوي”.
أولف كريسترشون رئيس وزراء السويد، قال “صدمت من الهجوم الذي وقع في سيدني واستهدف المجتمع اليهودي… أتعاطف مع القتلى وعائلاتهم. يجب أن نحارب معا انتشار معاداة السامية”.
الجمعية الألمانية الإسرائيلية: صدمة عميقة
كما أعربت الجمعية الألمانية الإسرائيلية عن شعورها بـ “الصدمة العميقة” إزاء الهجوم، ونقل بيان عن رئيس الجمعية، فولكر بيك، قوله :”أفكارنا مع الضحايا وذويهم. ونقف متضامنين إلى جانب المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم”. وأضاف: “حتى وإن كان لا يزال يتعين التحقيق في كثير من الملابسات، فإن أمرا واحدا بات واضحا بالفعل، وهو أن معاداة السامية تقتل“.
تحرير: عماد غانم
Source link
