
صنفت النيابة العامة في روسيا، بحسب تقارير وسائل إعلام روسية، مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية DW كـ”منظمة غير مرغوب فيها”. ورحب مجلس الدوما الروسي بالقرار، إذ كان المجلس الأدنى في البرلمان الروسي قد دعا النيابة العامة إلى ذلك بالفعل في 20 أغسطس/ آب 2024.
“هذا لن يردعنا”
وردا على ذلك قالت مديرة دويتشه فيله، باربرا ماسينغ: “قد تصنفنا روسيا كـ’منظمة غير مرغوب فيها’، لكن ذلك لن يردعنا. إن هذه المحاولة الأخيرةلإسكات وسائل الإعلام الحرة تُظهر مدى قلة احترام النظام لحرية الصحافة، ومدى خشيته من المعلومات المستقلة. وعلى الرغم من الرقابة وحظر عروضنا من قبل الحكومة الروسية، تصل دويتشه فيله اليوم عبر خدمتها باللغة الروسية إلى عدد من الناس أكبر مما كان عليه سابقا”.
وأضافت ماسينغ: “سنواصل التغطية بشكل مستقل عن الحرب العدوانية على أوكرانيا وغيرها من القضايا التي لا تتوافر عنها معلومات تُذكر في روسيا، كي يتمكن الناس من تكوين رأيهم الخاص“.
غرامات مالية وعقوبات بالسجن
يُذكر أن السلطات الروسية تجرم من يتعاون مع “المنظمات غير المرغوب فيها” في روسيا، وبالتالي يُعرض نفسه لغرامات مالية مرتفعة، وقد تصل العقوبة في الحالات القصوى إلى السجن. وحتى مجرد مشاركة محتوى لوسائل إعلام مُصنفة على أنها “منظمات غير مرغوب فيها” يُعد جريمة جنائية — مثل مشاركة مواد صحفية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وينطبق حظر التعاون بالنسبة للمواطنين الروس أيضا خارج الأراضي الروسية. وبذلك يتأثر على وجه الخصوص موظفات وموظفو دويتشه فيله الروس بشكل مباشر.
ومنذ مارس/ آذار 2022 تُصنف دويتشه فيله في روسيا على أنها “عميل أجنبي”. وبهذا الوصف تُصنف روسيا الأشخاص ووسائل الإعلام والمنظمات التي تتلقى تمويلا من الخارج. وقبل ذلك،فُرض على دويتشه فيله حظر بث، وأُجبر استوديو دويتشه فيله في موسكو على الانتقال إلى خارج روسيا، كما جرى حجب موقع dw.com بجميع لغات برامجه داخل روسيا.
تشديد إضافي
يُعد تصنيف دويتشه فيله على أنها “منظمة غير مرغوب فيها” تشديدا إضافيا للإجراءات المتخذة ضدها. ويتخذ المدعي العام الروسي أو من ينوب عنه قرار التصنيف، ثم تُدرج المنظمة المعنية في السجل المخصص للمنظمات غير المرغوب فيها. وحتى الآن، لم تتلقّ دويتشه فيله أي إخطار رسمي من السلطات الروسية بهذا الشأن.
وإلى جانب دويتشه فيله، تُصنف العديد من المؤسسات الإعلامية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات على أنها “منظمات غير مرغوب فيها”، من بينها على سبيل المثال إذاعة أوروبا الحرة/ راديو الحرية وموقع بيلينغكات ومنصة كوركتيف ومنظمة مراسلون بلا حدود، وقناة تي في راين.
دويتشه فيله (DW) هي قناة ألمانية إعلامية دولية. وبصفتها مؤسسة إعلامية مستقلة، تنقل الأخبار والمعلومات الحرة إلى العالم بـ32 لغة، لتمكين الناس من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. وتركّز دويتشه فيله في عملها على قضايا مثل الحرية وحقوق الإنسان، والديمقراطية وسيادة القانون، والتجارة العالمية والعدالة الاجتماعية، والتوعية الصحية وحماية البيئة، إضافة إلى التكنولوجيا والابتكار. وتصل خدمات دويتشه فيله التلفزيونية والرقمية والإذاعية أسبوعيا إلى أكثر من 330 مليون مستخدم في المتوسط.
كما تقومأكاديمية دويتشه فيله بتدريب الصحفيات والصحفيين حول العالم، وتدعم تطوير وسائل إعلام حرة، وتعزّز نشر اللغة الألمانية من خلال عروض تعليمية مجانية.
تحرير: عماد غانم
Source link



