
أعلنت “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” (ماك) يوم الأحد (14 ديسمبر/ كانون الأول 2025) في باريس، الاستقلال وتشكيل “الجمهورية الاتحادية للقبائل” وانفصال منطقة القبائل عن الجزائر. وقد أعلن الاستقلال زعيم الحركة فرحات مهني ورئيس “الحكومة القبائلية في المنفى” (أنفاد)،. وخلال الحفل قرأ مهني ما أسماه “وثيقة الإعلان عن الاستقلال”، وتم ترديد “النشيد الوطني القبائلي”، بمشاركة ممثلين عن “البرلمان القبائلي”.
وقال مهني في كلمته “أعلن رسميا استقلال منطقة القبائل“، وأنه، ووفقًا لدستورها، “أصبحت القبائل من الآن فصاعدا جمهورية اتحادية ديمقراطية وعلمانية”.
فيما يلي أبرز المعلومات عن الحركة ومؤسسها وزعيمها فرحات مهني، وسبب تصنيفها كـ”منظمة إرهابية” من قبل السلطات الجزائرية:
ما هي حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)؟
تأسست “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” (Mouvement pour l’Autodétermination de la Kabylie) والتي تعرف بـ “حركة ماك” (MAK) بعد اضطرابات عام 2001 والتي تسمى “الربيع الأسود” حيث شهدت منطقة القبائل احتجاجات واسعة تم التصدي لها بعنف وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.
كان اسم الحركة لدى التأسيس “حركة استقلال القبائل” حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2003. وهي حركة سياسية أمازيغية منظمة، كانت تطالب بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل في شمال الجزائر حتى عام 2013 ، حيث رفعت بعد ذلك شعار “تقرير المصير” وتدعو إلى الانفصال، والإعلان مؤخرا من باريس عن الاستقلال وقيام “الجمهورية الاتحادية للقبائل”.
من هو مؤسس الحركة وزعيمها؟
مؤسس “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” هو المغني والناشط السياسي والحقوقي الأمازيغي المعروف فرحات مهني، الذي ولد عام 1951 في ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل. درس العلوم السياسية في الجزائر. وهو ناشط حقوقي أيضا إذ كان أحد مؤسسي الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عام 1985 وعضو في لجنتها التوجيهية. وقد تعرض للاعتقال مرات عديدة بسبب نشاطه السياسي والثقافي في الجزائر.
كما أصدر القضاء الجزائري أربعة أحكام غيابية بالسجن على مهني تتراوح بين 15 و 20 عاما والمؤبد، بتهم تهديد الوحدة الوطنية والمس بسلامة التراب الوطني، والانتماء إلى تنظيم إرهابي وارتكابأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، وأصدرت السلطات الجزائرية مذكرة اعتقال دولية للقبض عليه وتسليمه لها.
تصنيف ماك كمنظمة إرهابية.. ما هي التهم؟
في البداية كانت تطالب “ماك” بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، ثم غيرت خطابها ومشروعها السياسي إلى المطالبة بالانفصال. في مايو/ أيار 2021 أصدر المجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قرارا اعتبر بموجبه “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” (ماك) منظمة إرهابية.
حيث تتهم السلطات الجزائرية الحركة بالوقوف وراء الحرائق التي شهدتها منطقة القبائل في أغسطس/ آب 2021 وجريمة إحراق الشاب جمال بن إسماعيل، و”القيام بأعمال عدائية وتحريضية” تهدف إلى “زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها”، بحسب قرار المجلس الأعلى للأمن.
من شارك في إعلان الاستقلال وما مغزى اختيار التاريخ؟
كانت الحركة تريد إقامة مراسم إعلان الاستقلال في قصر المؤتمرات بفرساي، لكن السلطات الفرنسية منعت ذلك بسبب مخاوف أمنية تتعلق بالنظام العام، حيث أن التجمع له طابع سياسي حساس وحركة “ماك” مصنفة كـ”منظمة انفصالية إرهابية” من قبل السلطات الجزائرية. فاضطرت الحركة إلى نقل مراسم إعلان الاستقلال إلى أحد فنادق باريس.
وإلى جانب قيادات الحركة و”الحكومة القبائلية في المنفى” و”البرلمان القبائلي” شارك في مراسم إعلان الاستقلال العديد من أنصار الحركة وشخصيات سياسية وإعلامية ووفود غير رسمية من عدة دول.
أما اختيار يوم الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول، لإعلان الاستقلال وقيام “الجمهورية الاتحادية للقبائل” فكان مدروس ومخطط له، حيث أفادت مصادر الحركة أنه يصادف التاريخ الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم 1514 (د-15) في 14 من ديسمبر/ كانون الأول ، وهو “إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”، وينص على ضرورة الإنهاء الفوري وغير المشروط للاستعمار بجميع أشكاله، ويؤكد حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها والتمتع بالحرية والاستقلال.
وتجدر الإشارة إلى أن الحركة عقدت مؤتمرا في باريس بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، اعتمدت فيه إعلان استقلال منطقة القبائل بالإجماع.
Source link



