
في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة صيدا جنوب لبنان، قتل ثلاثة أشخاص اليوم الاثنين (22 ديسمبر/ كانون الأول 2025)، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف عناصر من حزب الله، في تصعيد جديد يأتي مع اقتراب مهلة نزع سلاح الحزب في المنطقة الحدودية.
تصعيد رغم وقف إطلاق النار
وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان، مؤكدة أنها تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء قدراته بعد خسائر كبيرة تكبدها في الحرب الدامية، التي استمرت أكثر من عام قبل وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، والذي لا يزال يشهد خروقات متكررة.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أكثر من عام، قُتل أكثر من 340 شخصاً في لبنان بغارات إسرائيلية، بحسب بيانات وزارة الصحة في بيروت.
وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام أن “الغارة التي شنها الطيران المسير المعادي على سيارة على طريق في منطقة صيدا، أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص كانوا بداخلها”. فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “عدداً من العناصر الإرهابية من حزب الله في جنوب لبنان”.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.
وجاءت الغارة بعد أيام من الجولة الثانية لمحادثات اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار، التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة فرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان(يونيفيل)، إضافة إلى ممثلين لبنانيين وإسرائيليين.
ومن جانبه، شدد الرئيس اللبنانيجوزيف عون خلال لقائه وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو على أن الهدف من التفاوض هو “وقف الأعمال العدائية، تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، إعادة الأسرى، وإعادة السكان الجنوبيين إلى قراهم”. وأضاف أن “لبنان ينتظر خطوات إيجابية من الجانب الإسرائيلي”، وفق بيان صادر عن الرئاسة.
إيطاليا تواصل وجودها العسكري بعد انسحاب اليونيفيل
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، الاثنين، عزمها الإبقاء على وجودها العسكري في لبنان حتى بعد انتهاء مهمة قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل) المقررة نهاية عام 2027.
وأكد وزير الدفاع غيدو كروسيتو عبر منصة “إكس” أن بلاده “ستواصل دورها الداعم لضمان وجود دولي في لبنان”، مشيراً إلى أهمية الجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وفي تصريح لوكالة “فرانس برس”، أوضح متحدث باسم الوزارة أن المقصود هو الإبقاء على قوات إيطالية في الجنوب اللبناني، حيث تنتشر حالياً قوة قوامها 1099 جندياً، لتكون ثاني أكبر قوة في اليونيفيل بعد إندونيسيا.
وشدد كروسيتو على أن روما تسعى لترجمة المفاوضات الجارية إلى نتائج ملموسة، “وألا يستفيد أحد من حالة عدم الاستقرار في جنوب لبنان”، مذكّراً بأن ضباط إيطاليين تولوا قيادة اليونيفيل خمس مرات خلال العقدين الماضيين.
خطة نزع السلاح تدخل مراحلها الأخيرة
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أعلن أن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب الليطاني ستنتهي خلال أيام، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية شمال النهر، وسط ضغوط أمريكية وإسرائيلية لتسريع التنفيذ.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انتشار الجيش اللبناني إلى جانب اليونيفيل في المنطقة الحدودية، وانسحاب حزب الله شمال الليطاني وصولاً إلى نزع سلاحه، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدم إليها خلال الحرب. لكن إسرائيل أبقت على خمسة مواقع استراتيجية، فيما يرفض حزب الله نزع سلاحه خارج جنوب الليطاني.
تحرير: ع.ش
Source link



