اخبار السودان

مصادر تؤكد توقيف معلم اسلامية متهم في قضية أثارت غضباً واسعاً في السودان

في أول تصريح رسمي بشأن الحادثة التي أثارت موجة غضب واسعة في السودان، أكد مصدر من وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بولاية شمال كردفان توقيف أحد المعلمين العاملين في مدرسة خاصة بمدينة الأبيض، على خلفية اعتداء جسيم “اغتصــ.ــاب ” طال طفلة في السادسة من عمرها داخل منشأة تعليمية. وأوضح المصدر، الذي تحدث وفق منصة الترا سودان  مشترطًا عدم الكشف عن هويته، أن الواقعة وقعت يوم الخميس الثاني من أكتوبر 2025، وأن المعلم يخضع حالياً للتحقيق بعد تدوين بلاغ رسمي ضده. وتتابع الوحدة القضية بالتنسيق مع الشرطة، وسط تأكيدات بأن الطفلة ستحصل على الدعم النفسي والطبي اللازم لتجاوز آثار الحادثة.

بحسب الروايات المتداولة والمتطابقة مع إفادات طبية أولية، عادت الطفلة إلى منزلها في مدينة الأبيض وهي في حالة إعياء شديد، ما دفع أسرتها إلى إسعافها فوراً إلى المستشفى. وأظهرت الفحوصات الأولية مؤشرات واضحة على تعرضها لانتهاك جسدي داخل المدرسة، فيما أفادت الطفلة خلال التحقيق الأولي بأن أحد المعلمين هو من ارتكب الفعل، مشيرة إلى أنه استخدم التهديد لمنعها من الحديث. وأكدت مصادر مطلعة أن المعلم المعني يشغل وظيفة مدرس للتربية الإسلامية في المدرسة الخاصة التي وقعت فيها الحادثة، وأنه تم توقيفه رسمياً ويخضع للتحقيقات حالياً.

الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من المستخدمين عن غضبهم ومطالبتهم بمحاسبة الجاني وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات داخل المؤسسات التعليمية. وكتب الناشط محمد صديق على صفحته في “فيسبوك” أن وجود مثل هذه الحالات قد يكون وارداً في أي مجتمع، لكن ما وصفه بـ”التحول الخطير” يكمن في أن بعض من يُفترض أنهم مربون باتوا يشكلون تهديداً داخل المدارس. وأشار إلى أن المشكلة تفاقمت في المدارس الخاصة التي تُنشأ في مبانٍ غير مؤهلة وتُوظف كوادر غير مدربة تربوياً، فقط لأنها تقبل برواتب منخفضة.

الناشطة منال مالك اعتبرت أن الحادثة لا تخص شخصاً واحداً، بل تُحمّل المدرسة بأكملها مسؤولية مشتركة، خاصة بعد أن وردت أنباء عن زيارة إدارة المدرسة للمعلم الموقوف بدلاً من الاهتمام بالطفلة الضحية. وكتبت أن عودة طفلة تنزف من مكان يُفترض أن يكون آمناً، ثم محاولة التستر على الجاني، يُعد مشاركة مباشرة في تدمير مستقبلها. أما المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان عثمان صالح، فقد أشار إلى أن إدارة المدرسة تكتمت على الواقعة منذ لحظة وقوعها، خوفاً على سمعتها والخسائر المالية المحتملة، مؤكداً أن الشرطة باشرت الإجراءات القانونية بحق المتهم.

صالح شدد على ضرورة تعامل إدارة التعليم مع القضية بحزم، مشيراً إلى أن سلوك المدرسة يعكس غياب الاهتمام الحقيقي بسلامة التلاميذ، مقابل التركيز على السمعة والعائد المالي. واعتبر أن هذه الحادثة تُسلط الضوء على خلل أوسع في منظومة التعليم الخاص، حيث تغيب الرقابة وتُوظف كوادر غير مؤهلة، ما يُعرض الأطفال لمخاطر جسيمة. ودعا إلى مراجعة شاملة للسياسات التعليمية وضمان وجود آليات رقابية صارمة على المدارس الخاصة، بما يضمن بيئة آمنة للتلاميذ والتلميذات.

الحادثة تُعد جزءاً من مشكلة أوسع تتعلق بالعنف ضد الأطفال في السودان، والتي تتطلب تعزيز آليات الحماية وتطبيق القوانين الرادعة بصرامة. وتشير تقارير منظمات حقوق الطفل إلى استمرار حالات الاستغلال في بعض المناطق، وسط ضعف في التبليغ وغياب العدالة، ما يُفاقم من هشاشة الأطفال ويضع المجتمع أمام تحديات كبيرة في حماية أبنائه. وتدعو هذه المنظمات إلى بناء منظومة حماية متكاملة تشمل التوعية، والرصد، والتدخل السريع، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، ولإعادة الثقة في المؤسسات التعليمية كمكان آمن لنمو الأطفال وتعلمهم.

تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى