
أفادت مسؤولة في مخيم كلمة للنازحين، الواقع شرق مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، أن ثلاث نساء نازحات فقدن حياتهن في سياق أعمال عنف متفرقة استهدفت عددًا من النساء داخل المخيم، وذلك على يد مجموعات مسلحة مجهولة الهوية. التصريحات التي أدلت بها سكرتيرة المرأة بالمخيم، حنان حسن، لـ”دارفور24″، كشفت عن توثيق ما يقارب خمسين حالة انتهاك ضد النساء النازحات خلال الفترة الممتدة من أغسطس وحتى مطلع أكتوبر الجاري، تضمنت 15 حالة اعتداء جن سي و35 حالة عنف جسدي. وأوضحت أن غالبية الضحايا تتراوح أعمارهن بين 17 و22 عامًا، ما يعكس هشاشة الفئات المستهدفة في ظل غياب الحماية.
حنان حسن أرجعت تصاعد وتيرة الانتهاكات خلال تلك الفترة إلى عوامل موسمية مرتبطة بفصل الخريف، حيث تخرج النساء النازحات للعمل في المزارع الواقعة حول المخيم لتأمين احتياجاتهن المعيشية. وأكدت أن الأرقام الموثقة لا تعكس الحجم الحقيقي للانتهاكات، نظرًا إلى أن العديد من الضحايا لا يبلغن عنها، إما بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية أو خشية أسرهن من منعهن من العمل. هذا التردد في الإبلاغ يفاقم من صعوبة رصد الانتهاكات، ويحد من قدرة الجهات المعنية على التدخل الفوري لحماية النساء في بيئة النزوح.
من جانبه، أفاد مصدر في شبكة الحماية داخل مخيم كلمة، فضل عدم الكشف عن هويته، أن النساء الثلاث اللاتي فقدن حياتهن هن خديجة آدم، وكلتوم سليمان، وعزيزة عبد الله، وقد تعرضن لإطلاق نار أثناء وجودهن في مزارعهن الواقعة في منطقتي عشمة وأبو عضام. هذه الحوادث، بحسب المصدر، وقعت أثناء أداء النساء لأعمال زراعية خارج حدود المخيم، في ظل غياب أي ترتيبات أمنية تحميهن من الاعتداءات المتكررة. ويعكس هذا الواقع هشاشة الوضع الأمني في محيط المخيم، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية الجهات المحلية في توفير الحماية للنازحين.
الظروف الاقتصادية القاسية دفعت العديد من النساء النازحات في ولاية جنوب دارفور إلى مغادرة حدود المخيمات بحثًا عن فرص عمل في المناطق الزراعية المجاورة، إلا أن هذه الخطوة باتت محفوفة بالمخاطر في ظل انتشار السلاح وغياب الرقابة الأمنية. ورغم أن العمل الزراعي يمثل مصدر دخل حيوي للنازحين، إلا أن النساء يواجهن تهديدات مستمرة من قبل مجموعات مسلحة، ما يجعل حياتهن عرضة للخطر في كل مرة يغادرن فيها المخيم. هذا الواقع يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه النساء في مناطق النزاع، ويؤكد الحاجة إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة لضمان سلامتهن.
يُعد مخيم كلمة من أكبر مخيمات النزوح في السودان، حيث يأوي نحو 300 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال الذين فرّوا من مناطق النزاع في دارفور. ومع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، تتزايد الضغوط على سكان المخيم، خاصة النساء اللواتي يتحملن عبء إعالة أسرهن في ظل غياب الدعم الرسمي. وتُظهر الحوادث الأخيرة أن المخيمات لم تعد توفر الحماية الكافية للنازحين، ما يستدعي مراجعة عاجلة للسياسات الأمنية والإنسانية في هذه المناطق، لضمان الحد الأدنى من الأمان والكرامة للمتضررين من النزاع.
Source link



