
في مدينة أمدافوق الواقعة بجمهورية أفريقيا الوسطى، بدأت يوم الأحد فعاليات مؤتمر للصلح الأهلي بين قبائل تقطن الشريط الحدودي المشترك مع السودان، وذلك في أعقاب موجة عنف دامية شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية. ويأتي هذا المؤتمر في إطار جهود محلية لاحتواء التوترات المتصاعدة بين المجتمعات الحدودية، بعد أن خلفت الاشتباكات الأخيرة خسائر بشرية ونزوحاً واسعاً، ما دفع السلطات إلى التحرك لعقد لقاء مباشر بين الأطراف المتنازعة. وقد افتتحت الجلسة الأولى للمؤتمر يوم أمس، على أن تبدأ اليوم الاثنين جلسات النقاش والتداول بين الوفود المشاركة.
يركز المؤتمر على معالجة الخلافات بين قبيلة الكارا في جمهورية أفريقيا الوسطى وقبيلة التعايشة السودانية، وهما الطرفان الرئيسيان في النزاع الذي اندلع مؤخراً في المناطق الحدودية بين البلدين. وقد شهدت تلك المناطق مواجهات أهلية عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات، ونزوح مئات الأسر السودانية التي كانت تقيم في بلدات داخل الأراضي التابعة لأفريقيا الوسطى، واضطرت إلى الفرار نحو محلية أم دافوق السودانية الواقعة في ولاية جنوب دارفور. هذا النزوح الجماعي خلّف أوضاعاً إنسانية صعبة، وسط نقص في الخدمات الأساسية وغياب آليات الاستجابة السريعة، ما زاد من تعقيد المشهد الإنساني في المنطقة.
في سياق متصل، كانت السلطات المحلية في جمهورية أفريقيا الوسطى قد أصدرت تعليمات للرعاة السودانيين بعدم دخول أراضيها قبل التوصل إلى اتفاق صلح بين القبائل المقيمة على جانبي الحدود. هذا القرار أدى إلى تكدس أعداد كبيرة من الماشية في محلية أم دافوق، حيث ينتظر الرعاة السودانيون السماح لهم بالعبور إلى مناطق الرعي داخل أفريقيا الوسطى. ويُنظر إلى هذا التكدس على أنه أحد التداعيات الاقتصادية والبيئية للنزاع الأهلي، إذ يهدد مصادر المياه والمراعي في الجانب السوداني، ويزيد من الضغط على الموارد المحلية في ظل غياب حلول عاجلة.
مع بداية شهر أكتوبر الجاري، بدأ الرعاة السودانيون في التحضير لرحلتهم السنوية إلى داخل أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، بحثاً عن المراعي والمياه في مناطق المصيف، وهي وجهة تقليدية للرعي الموسمي في هذا التوقيت من العام. إلى جانب ذلك، ينشط مئات المواطنين السودانيين في عمليات زراعية واسعة داخل الشريط الحدودي، مستفيدين من خصوبة الأراضي وتوفر المياه في تلك المناطق. إلا أن استمرار التوترات الأمنية وعدم وضوح مستقبل العلاقات بين المجتمعات الحدودية يهدد هذه الأنشطة، ويضع مستقبل التعاون الزراعي والرعوي بين البلدين أمام تحديات كبيرة تتطلب حلولاً سياسية ومجتمعية عاجلة.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
Source link



