
في ظل التحولات العسكرية المتسارعة في مدينة الفاشر، حذّر قائد سابق في الجيش السوداني من أن قوات الدعم السريع تسعى لترسيخ وجودها السياسي عبر اعتماد المدينة عاصمة لحكومة تأسيس، وسط شكوك عميقة حول قدرتها على التمدد شرقًا، ومخاوف من انعكاسات سلبية على مستقبل العملية التفاوضية في السودان.
مركز سياسي
أوضح اللواء المتقاعد أمين إسماعيل، القائد السابق للفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، أن قوات الدعم السريع تهدف إلى تحويل الفاشر إلى مقر إداري لحكومة تأسيس، مستبعدًا في الوقت ذاته أي تحرك عسكري جديد نحو الشرق، سواء باتجاه إقليم كردفان أو العاصمة الخرطوم. وأشار إسماعيل في تصريحاته لقناة “الشرق” إلى أن هذه القوات، التي فقدت نحو 80% من عناصرها القتالية، تفتقر إلى القدرة البشرية اللازمة لخوض معارك جديدة خارج نطاق دارفور، ما يجعل من الفاشر نقطة ارتكاز نهائية لمشروعها السياسي والعسكري. هذا التوجه يعكس محاولة لترسيخ واقع ميداني في ظل الانهيار المؤسسي، لكنه يواجه تحديات استراتيجية كبيرة.
ضعف القدرات
بحسب اللواء إسماعيل، فإن قوات الدعم السريع تواجه أزمة حادة في العنصر البشري بعد خسائرها الكبيرة، ما يجعلها عاجزة عن تحقيق أي تقدم في محاور قتالية جديدة. وأكد أن هذه المعطيات تضعف من احتمالات توسعها نحو مناطق أخرى، وتحد من قدرتها على فرض واقع سياسي جديد خارج دارفور. كما أشار إلى أن السيناريو الليبي، الذي يتمثل في وجود حكومتين متوازيتين في الشرق والغرب، لا ينطبق على الحالة السودانية، نظرًا لافتقار حكومة تأسيس لأي دعم إقليمي أو دولي. هذا التقييم يعكس إدراكًا عسكريًا بأن مشروع حكومة تأسيس يفتقر إلى المقومات اللازمة للاستمرار أو التوسع، ويواجه عزلة سياسية متزايدة.
مأزق تفاوضي
في ختام تصريحاته، حذّر اللواء إسماعيل من أن التطورات الأخيرة في الفاشر ستنعكس سلبًا على ملف التفاوض، مؤكدًا أن الجيش والحكومة السودانية سيختاران على الأرجح النأي بالنفس عن أي محادثات سياسية في ظل التصعيد الكبير الذي تشهده المدينة. وأوضح أن اعتماد الفاشر كعاصمة لحكومة تأسيس، وما يرافقه من إعادة تموضع عسكري، سيُنظر إليه كخطوة استفزازية من شأنها تقويض فرص الحوار، وتعميق الانقسام السياسي. هذا الموقف يعكس تحولًا في المزاج الرسمي تجاه العملية التفاوضية، ويؤكد أن أي جهود للسلام ستواجه تحديات جسيمة ما لم يتم احتواء التصعيد الميداني وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
Source link



