
أفاد مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا، يوم الأحد، أن فرق المسح التابعة له تمكنت من انتشال عدد كبير من جـ ثث مهاجرين غير نظاميين خلال عمليات تمشيط واسعة امتدت على طول الساحل الليبي من مدينة زوارة وحتى رأس جدير قرب الحدود التونسية. هذه العمليات، التي لا تزال مستمرة، أسفرت حتى الآن عن العثور على ما مجموعه 61 جثة، بعضها في حالة تحلل جزئي، وذلك في مناطق متفرقة شملت مليتة وزوارة وأبو كماشة وطرابلس. وتأتي هذه الجهود في إطار الاستجابة الإنسانية المتواصلة لتداعيات الهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط، والتي تشهد تصاعداً ملحوظاً في معدلاتها خلال العام الجاري.
إجراءات دفن
في بيان صدر مساء السبت، أوضح المركز أنه تم نقل خمس جثامين من طرابلس إلى مدينة زوارة لدفنها هناك، بينما تم نقل سبع جثامين أخرى من زوارة إلى طرابلس بعد التعرف على هويات أصحابها، تمهيداً لتسليمهم إلى ذويهم. أما الجثث المتبقية، فقد جرى دفنها في مقبرة أبو كماش، التي تم تجهيزها خصيصاً لهذا الغرض، حيث تم وضع ألواح رخامية تحمل أرقام الطب الشرعي لكل جثمان، وذلك بحضور الجهات المختصة. قبل الدفن، نُقلت الجثث إلى المشرحة لإجراء عمليات التشريح والتوثيق، في خطوة تهدف إلى حفظ السجلات الرسمية وتحديد الهويات قدر الإمكان. المركز أكد أن عمليات المسح لا تزال جارية، وسط توقعات بالعثور على المزيد من الضحايا في الأيام المقبلة.
ارتفاع المغادرين
تشير بيانات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) إلى أن السواحل الليبية باتت تمثل نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين في منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط. ووفقاً للتقرير الصادر عن الوكالة، فقد ارتفع عدد المغادرين من ليبيا بنسبة 50% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ما يعكس تصاعداً حاداً في وتيرة الهجرة عبر هذا المسار البحري. هذا الارتفاع يضع ضغوطاً إضافية على السلطات الليبية والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة، ويطرح تحديات كبيرة أمام جهود الإنقاذ والتعامل مع الحالات الطارئة على امتداد الساحل.
حصيلة مقلقة
من جانبها، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين فقدوا حياتهم في البحر المتوسط منذ بداية يناير وحتى منتصف أكتوبر 2025 بلغ نحو 1300 شخص، من بينهم 885 حالة تم تسجيلها في المسار الأوسط الذي يشمل سواحل ليبيا وتونس. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة، وتسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولاتهم عبور البحر نحو أوروبا. وتؤكد المنظمة أن الطريق الأوسط لا يزال من أكثر المسارات خطورة، حيث تتكرر الحوادث البحرية التي تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، وسط غياب آليات فعالة للحد من هذه الظاهرة أو توفير بدائل آمنة للراغبين في الهجرة.
Source link



