
شهدت عدة مناطق سودانية خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر 2025 سلسلة من الهجمات المسلحة والانتهاكات الأمنية، أبرزها استخدام الطائرات المسيّرة اليوم الثلاثاء في استهداف مواقع مدنية وعسكرية، إلى جانب حوادث إطلاق نار داخل منشآت صحية، ما يعكس تصاعداً خطيراً في وتيرة العنف وتدهوراً متسارعاً في الوضع الأمني. في مدينة الدبة بالولاية الشمالية، لقى خمسة أشخاص حتفهم وأُصيب سبعة آخرون في قصف بطائرة مسيّرة استهدف موقعاً استراتيجياً تستخدمه القوة المشتركة داخل كلية الهندسة. وأكد المدير التنفيذي لمحلية الدبة، محمد صابر كشكش، أن الهجوم وقع فجر اليوم وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة، مشيراً إلى أن الموقع المستهدف يُعد من النقاط الحيوية في المدينة.
حادثة عطبرة
في ولاية نهر النيل، وقعت مساء الإثنين 13 أكتوبر حادثة إطلاق نار داخل مستشفى عطبرة التعليمي، إثر خلاف بين أفراد من القوة المشتركة وعنصر في جهاز المخابرات كان يقود مركبة “ركشة”. تطور الخلاف إلى مواجهة مسلحة، أدت إلى مصرع ملازم في المخابرات كان يرتدي الزي المدني، إضافة إلى أحد عناصر القوة المشتركة، وإصابة اثنين آخرين. المدير الطبي للمستشفى أوضح أن السلاح المستخدم تم انتزاعه من أحد الحراس، قبل أن يُطلق أحد الضباط النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى وقوع الضحايا. لجنة أمن الولاية وصفت الحادث بأنه عرضي، مؤكدة توقيف مطلق النار وضبط السلاح المستخدم، مع نقل المصابين إلى مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري لتلقي العلاج.
احتجاجات شعبية
عقب الحادثة، شهدت مدينة عطبرة مظاهرة سلمية تطالب بإخلاء المدن من قوات الحركات المسلحة، وتدعو إلى حصر المهام الأمنية على الجيش والشرطة فقط. المشاركون في المظاهرة شددوا على ضرورة ضمان الأمن والسلام للمواطنين، مؤكدين أن وجود المليشيات داخل المدن يُشكل تهديداً مباشراً للاستقرار. المتظاهرون أوصلوا مطالبهم إلى المدير التنفيذي للمحلية ومجلس السيادة، وأعلنوا عزمهم تنظيم مسيرة سلمية أخرى لتأكيد مطالبهم. الهتافات التي رُددت خلال المظاهرة عكست رفضاً شعبياً متزايداً لعسكرة الحياة المدنية، ودعوات واضحة لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية.
إدانة مدنية
تنسيقية لجان مقاومة عطبرة أصدرت بياناً أدانت فيه حادثة إطلاق النار داخل المستشفى، ووصفتها بأنها جريمة بحق المدنيين وانتهاك صارخ لحرمة المرافق الصحية. البيان اعتبر الحادثة دليلاً على انهيار المنظومة الأمنية وتعدد الجيوش والمليشيات، مجدداً رفضه لوجود أي تشكيلات مسلحة داخل المدن. التنسيقية طالبت بإخلاء المرافق الحكومية والمدنية من السلاح والمسلحين فوراً، محملة القيادة السياسية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن الحادث وتداعياته المحتملة على السلم الأهلي ووحدة البلاد.
استهداف طبيب
في منطقة عد بابكر بشرق النيل، لقى طبيب يُدعى صديق عثمان داخل منزله مصرعه صباح اليوم، إثر هجوم بطائرة مسيّرة، كما أُصيب أبناؤه بجروح. مصادر محلية أفادت بأن الهجوم استهدف أيضاً استراحة القيادي الرشيد عثمان، وكان الهدف المحتمل قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل، الذي غادر الموقع قبل القصف بوقت وجيز. المواطنون وصفوا الهجوم بأنه استهداف مباشر، مؤكدين أن الاستراحة كانت خالية لحظة وقوع القصف، ما حال دون وقوع خسائر أكبر.
هجوم تندلتي
في ولاية النيل الأبيض، شنت قوات الدعم السريع هجوماً بطائرة مسيّرة على شاحنة تحمل وقود في منطقة تندلتي، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. هذا الهجوم يأتي في سياق تصعيد متواصل من قبل الدعم السريع، الذي بات يستخدم الطائرات المسيّرة بشكل متكرر في استهداف البنية التحتية والموارد الحيوية، ما يُنذر بتداعيات خطيرة على الأمن الاقتصادي واللوجستي في البلاد.
اتفاقية طبي
في خطوة تهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية، أعلنت قنصلية السودان بجدة عن توقيع اتفاقية تعاون طبي مع مجموعة مستوصفات العبير الطبية. ستتيح هذه الاتفاقية تقديم خدمات طبية أفضل، مما يمكن أن يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية للمواطنين السودانيين في الخارج.
نفي إثيوبيا للاتهامات المصرية
على صعيد العلاقات الدولية، نفت دولة إثيوبيا الاتهامات التي وجهها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن التصريحات المتعلقة بالموارد المائية. يأتي ذلك في وقت حساس حيث تتزايد التوترات بين الدولتين بشأن إدارة المياه والموارد المشتركة.
تحذيرات من الخلية الأمنية
أصدرت الخلية الأمنية المشتركة في مدينة مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بيانًا تحذيريًا للمواطنين. وجاء في البيان التحذير من بعض التهديدات الأمنية التي يمكن أن تؤثر على استقرار المدينة في الفترة القادمة، مما يستوجب اليقظة والتعاون بين المواطنين والسلطات المحلية.
هلع في جنوب أم درمان
شهدت مناطق جنوب أم درمان صباحًا حالة من الهلع بين المواطنين إثر انتشار شائعات حول هجمات محتملة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع مستوى القلق بين السكان، مما يبرز ضرورة توعية المجتمع بأهمية التصدي للشائعات وتأمين المعلومات.
ضحايا الفاشر
في مدينة الفاشر، لقى الطبيب عمران إسماعيل آدم مصرعه وجُرح ثلاثة آخرون إثر قصف استهدف عيادته في مستوصف أبو جرون. كما اتهم مدير مشروع المياه واصحاح البيئة بشمال دارفور قوات الدعم السريع باغتيال المهندس الصادق إبراهيم عبد الرحمن، رئيس قسم جودة وسلامة المياه، بعد اختطافه أثناء توجهه من الفاشر إلى محلية طويلة. هذه الحوادث تعكس استهدافاً ممنهجاً للكفاءات المدنية والطبية، وتُفاقم من أزمة الخدمات الأساسية في مناطق النزاع.
كارثة الجوع
تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أصدرت بياناً حذرت فيه من كارثة إنسانية متفاقمة، مشيرة إلى تسجيل وفيات يومية بين الأطفال والنساء وكبار السن بسبب الجوع. البيان أكد أن المدينة تعاني من نقص حاد في الغذاء، وأن مادة “الأنباز” التي كانت تُستخدم كبديل غذائي قد اختفت تماماً من الأسواق. هذا الوضع يعكس انهياراً كاملاً في سلاسل الإمداد، ويُهدد حياة آلاف المدنيين في ظل غياب أي تدخلات إنسانية فعالة.
ترحيل قسري
أثار قرار السلطات السودانية بترحيل عدد من مواطني جنوب السودان، بينهم أكثر من 100 امرأة تم فصلهم عن أطفالهن، موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية بدولة جنوب السودان. النساء المُرحلات أفدن بأنهن اعتُقلن خلال حملة لضبط الوجود الأجنبي في شمال بحري، ومنعن من العودة إلى منازلهن أو اصطحاب أطفالهن. الصحفي أتيم سايمون وصف الرحلة الخامسة للترحيل بأنها الأكثر قسوة، مشيراً إلى عدم صدور أي بيان رسمي من السفارة السودانية في جوبا، وداعياً وزارة خارجية جنوب السودان إلى استدعاء السفير السوداني وتقديم احتجاج رسمي.
هجمات تشاد
في شرق تشاد، لقى ثلاثة لاجئين سودانيين حتفهم ، بينهم امرأة، في هجوم شنه مسلحون من قرية مجاورة على معسكر زبوت مساء الأحد. شهود عيان أفادوا بأن الهجوم جاء على خلفية مشاجرة في أحد المقاهي، وتطور إلى إطلاق نار داخل المعسكر. كما لقى لاجئ سوداني آخر مصرعه يُدعى محمد عبد الكريم أرباب، وأُصيب لاجئ آخر في هجوم منفصل وقع في منطقة زراعية بين مخيمي فرشغا وجا، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني للاجئين السودانيين في الأراضي التشادية.
قانون مثير للجدل
أجاز مجلس الوزراء السوداني مشروع قانون جرائم المعلوماتية الجديد، الذي قدمه وزير العدل، وسط تحذيرات من نقابة الصحفيين السودانيين بشأن التعديلات المقترحة. السكرتير العام للنقابة، محمد عبد العزيز، أعرب عن قلقه من توسيع تعريف الجريمة الإلكترونية وتشديد العقوبات، معتبراً أن النصوص الفضفاضة قد تُستخدم لتقييد الحريات بدلاً من حماية المجتمع. النقابة شددت على ضرورة أن يتضمن القانون إطاراً قانونياً متوازناً يراعي الأمن السيبراني من جهة، ويصون الحقوق الدستورية في التعبير والنشر من جهة أخرى.
أزمة الزراعة
مزارعو الولاية الشمالية اشتكوا من تحديات كبيرة تواجه زراعة الفول المصري والقمح ضمن تحضيرات العروة الشتوية، رغم التوقعات بإنتاجية عالية. الناشط المجتمعي شاهر محجوب أوضح أن أبرز التحديات تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة الوقود وتحضير الأرض، حيث تجاوزت تكلفة تجهيز الفدان الواحد بالجرار 100 دولار. كما أشار إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع تكلفة تركيب الطاقة الشمسية، مؤكداً أن التمويل البنكي غير مجزٍ، ما يُهدد الموسم الزراعي ويُفاقم من أزمة الأمن الغذائي في البلاد.
تنسيق شبابي
في العاصمة الأوغندية كمبالا، دشنت ثلاث أجسام شبابية سودانية إطاراً تنسيقياً مشتركاً يهدف إلى دعم التحول الديمقراطي وإنهاء عسكرة الدولة. الأمين العام لشبكة المراقبة المدنية، أحمد توم، أوضح أن المبادرة تسعى إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتحقيق العدالة الانتقالية، ومشاركة الشعب في رسم مستقبل البلاد. المبادرة تخطط خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لخلق تقارب بين الفاعلين السياسيين، مستندة إلى مبادئ الحوار والشفافية، ومؤكدة أن الحل العسكري للصراع الحالي غير ممكن، وأن التفاهم السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
دعم صحي
رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، أطلق أمس المبادرة الوطنية لدعم الصحة، بهدف جمع أكثر من 23 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الطبية العاجلة خلال ثلاثة أشهر. المبادرة تشمل مكافحة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة. إدريس أكد أن هذه الأوبئة هي نتيجة مباشرة لما وصفه بـ”الغزو المشين” الذي تتعرض له البلاد، مشدداً على أن الحكومة ستنتصر في معركتها الصحية كما تسعى للانتصار في معرك
Source link
 
				

