
في تصعيد سياسي يعكس تعقيدات المشهد السوداني، رفض وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم خارطة الطريق المقترحة من الرباعية الدولية، معتبرًا أن سقوط مدينة الفاشر لا يبرر القبول بمبادرات وصفها بالمنحازة، في وقت تتزايد فيه الاتهامات بشأن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، وسط انقسامات حادة في المواقف الإقليمية والدولية.
رفض المبادرة
أعلن الدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية السوداني ورئيس حركة العدل والمساواة، أن ما وصفه بنكبة سقوط مدينة الفاشر لن يكون مبررًا للقبول بخارطة طريق دولية اعتبرها غير متوازنة. وفي تصريحاته المصوّرة، أشار إلى أن المبادرة التي طرحتها الرباعية الدولية، والتي تتضمن هدنة لمدة ثلاثة أشهر تعقبها عملية وقف إطلاق نار وانتقال سياسي، لا تلبي متطلبات الواقع السوداني. هذا الموقف يأتي في ظل إعلان وزارة الخارجية المصرية عن توافق بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بشأن دعم جهود الرباعية، قبل أن يخرج البرهان لاحقًا بتصريحات تؤكد رفضه لأي هدنة أو تفاوض لا يستند إلى شروطه الخاصة.
مسؤولية مشتركة
وفي سياق حديثه، حمّل جبريل إبراهيم جميع القوات المقاتلة، بما في ذلك القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة، مسؤولية التقصير في حماية مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن العجز في نجدة المدينة يستدعي مراجعة شاملة للأداء العسكري والتخطيط الميداني. وأكد أن المرحلة تتطلب تقويمًا دقيقًا لأي خلل شاب عمليات التنفيذ، داعيًا إلى إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة على الأرض. هذه التصريحات تعكس حالة من التوتر الداخلي في صفوف القوى المناهضة لقوات الدعم السريع، وتفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول فعالية التنسيق العسكري في مواجهة التحديات المتصاعدة.
دعم خارجي
اتهم جبريل إبراهيم دولة الإمارات بتقديم دعم خارجي غير محدود لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هذا الدعم لا يقتصر على أهداف محلية في دارفور أو السودان، بل يتجاوزها إلى محاولة إعادة تشكيل خارطة المنطقة. وأوضح أن هذا التدخل الخارجي يشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان، مشددًا على أن تماسك الشعب السوداني هو السبيل الوحيد لإفشال هذا المخطط. كما دعا إلى تعزيز اللحمة الوطنية والحفاظ على وحدة الصف من أجل إسقاط ما وصفه بمشاريع التآمر، في إشارة إلى ما يعتبره محاولات خارجية لتفكيك الدولة السودانية عبر أدوات عسكرية وسياسية.
انتقادات دولية
وجّه جبريل إبراهيم انتقادات حادة لعدد من الدول التي اتهمها بالصمت تجاه ما وصفه بجرائم قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن بعضها شارك فعليًا في دعم هذه القوات عبر الإمارات. وأضاف أن الشعارات الإنسانية التي ترفعها بعض الجهات الدولية لم تعد ذات مصداقية، قائلاً إن “ورقة التوت سقطت عن عورة الإنسانية الزائفة”، مؤكداً أن الشعب السوداني وحده سيواجه هذه الانتهاكات ويرد عليها. هذه التصريحات تعكس تصاعد الخطاب السياسي في مواجهة ما يُنظر إليه كازدواجية في المواقف الدولية تجاه الأزمة السودانية.
موقف المنظمات
اتهم وزير المالية السوداني المنظمات الدولية بازدواجية المعايير، مشيرًا إلى عجزها عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، في الوقت الذي تواصل فيه تقديم الدعم إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وأكد أن قرارات وزارة الخارجية السودانية بطرد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي ومنسقة الطوارئ الدولية تمثل بداية لمراجعة أوسع في التعامل مع المنظمات الدولية، في ظل ما وصفه بانحياز واضح في توزيع المساعدات. هذا التصعيد الرسمي يعكس تحولًا في سياسة الحكومة السودانية تجاه المؤسسات الإنسانية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التنسيق الدولي في ظل استمرار النزاع المسلح.
		  	
	
Source link
 
				

